بلدي العراق نجم جديد
العمر : 43 الجنس : المشاركات : 9 عدد النقاط : 10531 تاريخ التسجيل : 10/12/2009
| موضوع: لعبة الكلمات (والدماء) المتقاطعة في بغداد* الإثنين ديسمبر 14, 2009 2:37 am | |
| لعبة الكلمات (والدماء) المتقاطعة في بغداد * من يسترخص دماء العراقيين بكل هذه الوحشية؟
سؤال مطروح من زمان، ولكلٍ من أطراف المشهد العراقي الكئيب جواب له وعنه .
رئيس الوزراء نوري المالكي يتهم دائماً “بقايا القاعدة والبعث المدعومة من الخارج” . من يكون الخارج؟ كان الخارج في “يوم الاربعاء الدامي” (19/8/2009) اسمه سوريا . اليوم ليس كذلك بدليل أن المالكي لم يتلفظ باسم سوريا بل استعاض عنه بمصطلح “الخارج” المطاط الذي يمكن أن يشمل كل الجهات كما لا أحد .
بعض النواب لم “يقبض” اتهامات المالكي، ودعا إلى إقالة الوزراء الأمنيين، فيما دعا بعضهم الآخر إلى استدعائهم مع القادة الأمنيين واستماعهم في مجلس النواب ومحاسبتهم .
هل يعني موقفهم هذا اتهاماً للمسؤولين بالتواطؤ أم بالإهمال؟
السفير الأمريكي في بغداد كريستوفر هيل وقائد قوات الاحتلال الجنرال راي أوديرنو، دانا في بيان مشترك التفجيرات، وليس المفجّرين، وطلبا إلى العراقيين الاتحاد ضد العنف .
حسناً، ضد أي عنف يدعو السفير والجنرال العراقيين إلى الاتحاد؟
إذا كان الاتحاد مطلوباً ضد “بقايا البعثيين” فإن السفير نفسه كان اتهم “القاعدة” في شهادته الأخيرة أمام الكونغرس غداة “يوم الأربعاء الدامي” بارتكاب الجريمة النكراء وليس “البعثيين المدعومين من سوريا” كما ادعى المالكي .
ثم من المقصود تحديداً عندما يتهم المالكي والسفير الأمريكي “القاعدة” بارتكاب الجريمة؟ فالقاعدة باتت مظلة للعديد من التنظيمات والخلايا السلفية المتطرفة التي تدعي وصلاً بها، فأي منها هو الفاعل؟ ولحساب أي جهة خارجية يجري استرخاص دماء العراقيين؟
ثم ما معنى أن يشير رئيس كتلة “الفضيلة” في مجلس النواب حسن الشمري إلى وجود “خصام” بين المالكي ووزير الداخلية جواد البولاني؟ هل للتفجيرات صلة بهذا الخصام؟ وهل صحيح أن المالكي أمر أيضاً باعتقال العديد من معاوني خصمه الآخر إياد علاوي وقيادات ائتلافه الانتخابي في محافظة صلاح الدين؟
تبدو أحداث بغداد من الخارج كأنها لعبة كلمات (ودماء!) متقاطعة تستلزم الكثير من الجهد والذكاء لفك طلاسمها . غير أن المتتبعين والمطلعين على المشهد من الداخل لا يعتبرون ما يجري كلمات متقاطعة، بل مخططات ومصالح متصادمة .
نعم، يقول هؤلاء، ثمة خصام بين المالكي والبولاني قد يصل قريباً إلى حد الطلاق . السبب؟ طموح وزير الداخلية إلى مركز رئيس الوزراء . وليس أدل على طموحه من سعيه الجاد إلى إقامة تكتل مستقل يخوض به الانتخابات بمعزل عن “ائتلاف دولة القانون” الذي يتزعمه المالكي . وقد تردد أيضاً أن جهةً عربية صديقة لأمريكا دعمت البولاني مالياً، الأمر الذي أثار مخاوف المالكي وحمله على إضافة البولاني إلى القوى السياسية التي يحاربها ويحاول إقصاءها عن مجلس النواب .
إذا كان المالكي يخاصم الجميع تقريباً فإن الجميع يخاصمونه أيضاً وبالقوة نفسها . هذا الوضع المتقلقل والمتفسخ أعطى التنظيمات التي تستظل ب”القاعدة” وربما غيرها أيضاً، المناخ والفرصة المناسبين لتضرب ضربتها . من تراه يكون المستفيد من فعلتها؟
الجواب: الأمريكيون والإيرانيون!
الأمريكيون يستفيدون، لأن انقسام القوى السياسية العراقية المتحالفة معهم فيما بينها يؤدي إلى جعلها جميعها أقليات سياسية يعجز أي منها عن الفوز بأكثرية في مجلس النواب قد تمكّنه لاحقاً من الاستقواء بها على أمريكا لمطالبتها بالخروج من العراق . فواشنطن لا تريد الخروج من العراق بل الخروج من المدن حسب . هي أعادت تموضع قواتها لجعلها بمأمن من عمليات عنف وأخرى استشهادية كانت تجري ضدها في المدن والأحياء المكتظة بالسكان.
إلى ذلك، ليس في مخطط أمريكا العودة بقواتها إلى المدن لأن من شأن ذلك نسف ما يسمى “العملية السياسية” وتأليب الجميع ضدها . ستبقي قواتها، إذاً، في قواعدها الصحراوية ولينقسم العراقيون فيما بينهم وليقتتلوا ما شاءوا طالما أن حلفاءها لن يطالبوا بخروجها من البلاد .
الإيرانيون يستفيدون أيضاً من بقاء الوضع العراقي على حاله، ذلك أنه يجبر الأمريكيين على إبقاء قواتهم بحجمها الراهن تداركاً لتدهور الوضع الأمني . هذا يعني أن الرئيس الامريكي لن يستطيع نقل قسم من قواته المتواضعة في العراق إلى أفغانستان حيث يحتاج جنرالاته هناك إلى ما لا يقل عن ثلاثين ألفاً من الجنود والفنيين . وعندما تعجز إدارة أوباما عن تأمين هذه القوة الإضافية، فإن ذلك يعني مزيداً من الاستنزاف لقواتها في أفغانستان . هذا بدوره يعني ازدياد ضعف أمريكا وبالتالي صعوبة قيامها بشن حرب جديدة في المنطقة، فتنجو إيران من ضربة محتملة .
ليس المقصود بهذا التحليل القول إن أمريكا وإيران تقفان، كل لسببٍ يختص به، وراء العمليات الدموية التي تجري في العراق، بل المقصود هو أنهما مستفيدتان منه بما لا يقبل الشك . غير أن أمريكا تبقى مسؤولة وملومة، بلا ريب، لأنها تحتل العراق ويبقى من واجبها كقوة محتلة أن تؤمن سلامة شعب البلاد المحتلة بحسب أحكام القانون الدولي .
يتحصّل من مجمل مجريات الوضع في العراق أن الصراع سيبقى محتدماً، وأنه قد يتسبب في تعطيل الانتخابات المزمع اجراؤها في 7/3/2010 . هذا يؤدي إلى حصول فراغٍ لن يكون في مصلحة الأطراف الذين شاركوا في “العملية السياسية” . وإذا ما تمكنت قوى المعارضة والمقاومة من أن تتحد في جبهة وطنية عريضة فإن ميزان القوى قد يتبدل لغير مصلحة الذين تعاونوا ويتعاونون مع الولايات المتحدة .
المشهد العراقي كئيب ومحزن ويبعث على الإحباط والقنوط . وحدها القوى الوطنية الحية من جميع الملل والنحل تستطيع باتحادها ومقاومتها للاحتلال أن تعجّل في طرد المحتلين واختصار آلام العراقيين .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
حماده العراقي :: المدير العام ::
العمر : 103 الجنس : المشاركات : 2744 الدولة : ๑♥๑العـراق ๑♥๑ عدد النقاط : 13574 تاريخ التسجيل : 19/10/2007
| موضوع: رد: لعبة الكلمات (والدماء) المتقاطعة في بغداد* الخميس ديسمبر 17, 2009 3:23 am | |
| الك الله ياعراق شكرا اخي على طرحك للموضوع تحياتي | |
|
هموني العراقي نجم خبير
العمر : 33 الجنس : المشاركات : 5435 الدولة : العراق ღ گلبي كربلاء عدد النقاط : 14005 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: رد: لعبة الكلمات (والدماء) المتقاطعة في بغداد* الجمعة ديسمبر 18, 2009 1:21 am | |
| شكرا جزيلا عزيزي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [/center] | |
|