لزكـة جونــســون
كنا نظن ان السيد المالكي على مستوى عال من الذكاء والدراية والحنكة السياسية . ولكن كل ذلك راح في لمحة بصر يوم خرج مساء يوم ظهور نتائج الانتخابات ،والرجل ينفخ في اوداجه والشرر يتطاير من عينيه وقد فقد السيطرة على كلماته واعصابه . عندها قلنا ان السيد المالكي انتهى سواء رشح ام لم يرشح. وقد قال النبي الاكرم ان الشجاع من يتمالك اعصابه عند الغضب . ولكن الرجل فلتت اعصابه ولم يتمكن من تمالك زمام نفسه . ثم توالت سلسلة الخطوات الفاشلة لتعطيل العملية الديمقراطية ، من اعادة الفرز الى التدخل في شؤون المفوضية الى التصريحات الخائبة . وكانت قد سبقتها خطوات متعمدة من حكومة السيد المالكي للتشويش على العملية الانتخابية كاعادة موضوع اجتثاث البعث وما اخذه من جدال ووقت طويل . وكأن الناس قد نسيت ان اول من تجاوز على موضوع اجتثاث البعث هو السيد المالكي الذي تذكره اخيرا وكأنه قد نسي العدد الكبير من قيادات البعثيين الذين سلمهم مناصب عالية - وزراء ووكلاء وزراء وغيرهم - واقرب مثال هو رحيم العكيلي رئيس النزاهة وكالة الذي نشرت قرارات اجتثاثه التي وقعها المالكي شخصيا عندما كان رئيسا للاجتثاث وكالة . وكان يمكن للسيد المالكي ان يكون اكثر ذكاءً وحنكة لو سلم بنتائج الانتخابات فور صدورها لكان ماياتي :
كان من الممكن اني يحسب ذلك له كونه رئيس الوزراء الذي حدثت انتخابات ديمقراطية ناجحة في زمانه. وانه سلم بنتائجها فورصدورها مثل كل الدول التي تحترم ارادة ناخبيها ، دلالة على نزاهة حكمه وسلامة نهجه ، بدلا من ان يدخل في معمعة التشكيك في العملية الانتخابية . ونسي ان الطعن فيها هو الطعن به شخصيا لانها حدثت في فترة حكمه . وما ادى ذلك من تعطيل العملية السياسية الى حد الان بعد ان اظهرت نتائج اعادة الفرز بطلان ادعاآته .
كان من الواضح انه حتى لو حدث تغيير بعد اعادة الفرز فانه لن يحدث تغيير دراماتيكي في النتائج اي في عدد المقاعد ربما يكون مقعد او مقعدين . وهو ثمن بخس لا يبرر ما حدث من تعطيل ممل في العملية السياسية .
يبدو ان مشكلة العراق الازلية هي ان من يجلس على كرسي الحكم يعتقد ان العناية الهية قد ارسلته وفوضته لحكم العراق . لذا نرى تشبث المالكي بالكرسي على نحو غريب ، متعللا بشتى الاعذار والمقولات وكان ليس هناك في العراق غيره .
بعد انتخابات مجالس المحافظات وفوز دولة القانون بالاغلبية حدث تغيير رهيب في لهجة وخطابات اعضاء حزب الدعوة وكانهم قد حازوا ******ين ويلاحظ العنجهية في تصريحاتهم والتكلم بطريقة استعلائية تذكرنا بزبانية الطاغية ومن يتابع طريقة محافظ بغداد في الكلام يجد ذلك بوضوح .
يذكرنا تعديد الماكي لانجازاته بكل مناسبة بالطاغية المقبور الذي كان يمن على الشعب العراقي بانه هو الذي **اه واطعمه .
لو اردنا تعديد انجازات المالكي على طريقته لوجدنا ان ما تحقق على مستوى الامن هو الابرز ، ولكن العراقيين من الجنوب الى الشمال يعرفون انه لولا المرحوم الشهيد عبد الستار ابو ريشة لما تحقق اي شيء على الاطلاق ولظل سيادته حبيس المنطقة الخضراء كما صرح بذلك مرارا .
اما اهم انجازاته الاخرى فيمكن تعديدها كما يلي :
أ – تهدم في عهده من الدور والعمارات السكنية والفنادق في بغداد في عهده اكثر مما بني . حيث لم يبنى سوى قصره في الخضراء . مقابل الالاف من الدور والشقق السكنية التي فجرها الارهاب .
ب – انهيار البطاقة التموينية سلاح الفقراء واختزالها الى النصف . وهذا النصف لم توزع مفرداته بانتظام مذ اكثر من سنة . السكر مثلا .
ج- الفشل في حل ازمة الكهرباء وفقدانها . واقدام المالكي بكل سوء تقدير على مضاعفة سعرها هدية منه لفقراء العراق بمناسبة اعادة انتخابه .
د - وعلى المستوى الامني الذي يتبجح به ، لو حدثت عملية البنك المركزي في اية دولة بالعالم لاطاحت برؤوس كثيرة كبيرة وصغيرة اولا بقدر راسه ولكن في زمن المالكي يعتبر ذلك انجاز له .
8 – ليعلم السيد المالكي ان اغلب الذين صوتوا له من فقراء الشعب كان بسبب اعتقادهم انه هوالذي يوزع رواتب الرعاية الاجتماعية عليهم او هكذا صور لهم عندما قرر ت للارامل رواتب شهرية بحجة انها من رئيس الوزراء .
9 – وليعلم السيد المالكي ايضا انه لو اعيدت الانتخابات اليوم بعد الغاء البطاقة التموينية وازمة الكهرباء ومضاعفة سعرها لكنا في راحة حيث لن يصوت له الا اعداد بائسة من حزبه ومنطقته .