اللهم صل على محمد وآل محمد
حُب الإنسان .. أم .. الإنسانية ؟
مِن السهل جداً أن نُحب الإنسانية .. ولكن من الصعب أن نُحب الإنسان ..
محبة إنسان واحد .. أخطر من محبة الإنسانية حول العالم
الإنسانية .. إسم وصِفة ... ولكن الإنسان ..... فِعل حَىّ
فيه الألم والفرح .. الحُب والكُره .. القوة والضعف ...
لكن محبة الوطن أو الإنسانية .. أو أى أفكار تجريدية ... تُجردنا من وجودنا
لذلك ترى الناس يُحبون الحيوانات والأشجار والأخبار والحرب والدمار ...
وكل أنواع الإختيار .... إلا حُب الجار !!!
أنت تُحب الشجرة .. وهى تُحب الريح .. وترقص مع العاصفة.
وأنت تشعُر أنها مع العاطفة التى تنبع من قلبك !!
الشجرة لا تشعر بك .. ولها حياتها
ولكن أنت تتخيل هذا الوهم ... لتهرب من الهَمّ !!
ولتشعر بأنها تُحبك وتحميك وتُقدم لك أغصانها وعِطرها وثمارها ..
وكذلك الهرة .. والطير .. والحجر .... إلا البشر !!
أنت لا تعرف نفسك .. فكيف تعرف غيرك ؟
من هى هذه الشجرة ؟ هل تَعرِفُها ؟
هذا الحُب هو حرب على نفسك .. ومن جهلك لنفسك.
تتمسك بغيرك .. وبالأضعف منك لتتحكم به.
ولكن إذا أحببت جارك .. هذا الحُب .. إمتحان !! كذلك مع أى إنسان كان ..
التفاهم مع البشر صعب .. ولكن مع الحجر .. لا تفاهم ولا تجاوب.
إذن من الصعب أن تُحب البشر !!
إذا كُنت لا أستطيع أن أُحب كائناً مثلى ..
فلن أستطيع أن أُحب الغريب !!
علىَّ أن أُحب البشر أولا ...
حتى أُحب ..
الحجر والطير والشجر ..
فمن يُحب الكائن ...
يُحب المُكون !!
الحُب هو ..
فرح العطاء ..
فرح المشاركة دون أى مقابل ..
هو صفة المخلوق ..
ونِعمة مِن الخالق ..
إنه الكرم الإلهى ..
ولا تستطيع أن تُحب إلا إذا تعرَّفت على نفسك
الخوف يحجب الحُب ..
واجه الخوف وتصالح معه .. ودعه يسير كالغيوم فى بحر السماء.
فالحب يفتح الأبواب على مصراعيها .. والخوف يغلق الأبواب ويقفلها.
الحُب يُعطيك الثقة والأمان .. والخوف يُعطيك الشك والإدمان.
مع الخوف تعيش بوحدة .. ومع الحُب تحيا بالحُب مع الأحباب.
بالحُب تعرف نفسك وتتعرف على ثروتك الداخلية
وتسبح .. فى فِناء الفضاء الداخلى ...
والإنسان بدون الأنــــا ... هو الإنسان بدون ... خـــوف !!
****************************************************************