كلمة حق
عمر بلقاضي / الجزائر
***
عمَّ الهوانُ وأضحى شأنُنا عَجَبَا
فالصَّدْعُ بالحقِّ في هذا العَمَى وَجَبَا
إنَّ الفطانةَ إيمانٌ يُوجِّهُنا
نحوَ المكارمِ يُلغي التَّيْهَ والرِّيَبَا
يَهدِي العُقولَ إلى الإصلاحِ في ثِقَةٍ
فتألفَ الحقَّ والإحسانَ والأدَبَا
وتَطْهرُ النَّفسُ لا تَصْبُو إلى دَنَسٍ
وتضبطُ الميْلَ والأهواء والرَّغَبَا
ليس الفطانةُ في كيدٍ وفي حِيَلٍ
زيغُ البصائرِ يُثري الهَمَّ والكَرَبَا
من كانَ ذا حِيَلٍ يُؤذي النُّفوسَ بها
فالمَقتُ غايَتُه حتَّى وإنْ غَلَبَا
***
بُعداً لرهْطٍ خبيثِ القصْدِ مُستَلَبٍ
يحاربُ الطُّهْرَ والإيمانَ والعَرَبَا
ويدَّعي الفهمَ قد سمَّوهُ داهيةً
أفكارهُ سفَهٌ كم أنتجَ النِّكبَا
يقفُو سماسرةَ الآلامِ مُنسجِمًا
إذا أشارَ له أحبارُهم حَلَباَ
أموالُهُ جُمعتْ من خِزْيِ فاحشةٍ
قد غيَّرَ الدِّينَ والأعرافَ مُنقلِبَا
من ذا يَحُدُّ له حَدًّا يُحيِّدُهُ
ويحفظُ الدِّين والأخلاقَ مُحتَسِبَا
فالحدُّ مصلحةٌ تحمي الحدودَ إذا
حدُّ الرَّذائلِ في أرضِ الهُداةِ رَبَا
والشَّعبُ إن رضيَ الأنذالَ مُحتقِراً
نُصْحاً أتاهُ بدَحْرِ الفاسدينَ كَبَا
***
يا شعبَ ام|َتنا صُدِّ الذين بَغَوْا
انَّ المذلَّة تُدني الضُّرَّ والعَطَبَا
هل يُعقلُ الصَّمتُ والآمالُ يدفنُها
ذيلٌ يمزِّقُ أقطار الهدى إرَبَا
الدِّينُ في قرَحٍ يُغتالُ في وَضَحٍ
والشّعبُ في مرحٍ قد أنسيَ الغَضَبا
يا ويح ذي ذهبٍ فظٍّ بلا أدبٍ
رغم الهوانِ بدا يستحسنُ اللَّعِبَا
والله منتقمٌ من كلِّ ذي خبَثٍ
من يعبدُ النّفسَ والأهواءَ والذَّهبَا
الشّعبُ إن رسبتْ في الغيِّ هامتُهُ
يبقى لشانئه في دهرِه ذنَباَ
إن كان سعيُ الفتى شكلا لغايتهِ
فالشّعبُ يُعفَسُ في الدّنيا بما كَسَبَا