أديبة النّت
عمر بلقاضي / الجزائر
***
لَكِ في الحبائبِ من يَحنُّ ويَعشقُ
فتراهُ دومًا للقصيدِ يُنمِّقُ
فلتسأليهِ قصائداً غزليةً
تدَعُ القلوبَ القاسياتِ تُصَفِّقُ
أظهرتِ طُعْمكِ في اصْطِيادِ ذَوي الهَوَى
كمْ من غَريرٍ في حِبالكِ يَعلَقُ
أهملتِ زوجَكِ واسْتبحْتِ مَجالساً
في النَّتِّ تُغْرِي العاشقينَ وتُغرِقُ
كمْ كِلْمة ٍمَلأ الهَوَى جَنبَاتِها
جعلتْ كليمَكِ في الخيالِ يُحلِّقُ
كم صورةٍ بَعثتْ لهيبًا في الجَوا
تركتْ جَليسَكِ ذاهلاً ويُحدِّقُ
أوَ ما علمتمْ يا شبابَ بني الهُدَى
أنَّ المشاركَ في الرَّذيلةِ يَفسُقُ؟
ويَطالُه غَضبٌ من الدَّيَّانِ إذْ
يَخلُو الفؤادُ من الرَّشادِ ويُغلقُ
أوَ هكذا تُقْضَى اللَّيالي في الخَنا
وشعوبُنا باتتْ تُبادُ وتُمْحقُ؟
اللّيلُ كان لدى الأفاضلِ فرصَةً
فيهِ الجوانحُ بالتَّبتُّلِ تُشرِقُ
اللّيلُ مِعراجٌ لدى أهل الهُدَى
فيهِ القلوبُ إلى المعالي تَخْفِقُ
يا مسلمونَ لقد فُتِنتُمْ بالهوَى
دربُ الرّذيلة والغِواية يُوبِقُ
إنَّ الحضارةَ في الفضيلةِ والهُدَى
أمَمُ البسيطةِ بالمكارمِ تَسبِقُ
لا تعبُدوا الأشياءَ في هذا الوَرَى
الدِّينُ حَقٌّ فاسْتقيمُوا واصْدُقُوا
الغَرْبُ ضاعَ فقد تردَّى في العَمَى
هل يَسْتفيقُ من الضَّلالِ المَشْرِقُ؟