من هو المثقف؟
يعتقد الكثير من الناس أن الإنسان المثقف هو من يقرأ كثيرا, و يطالع كثيرا, ويجادل كثيرا, و يفهم في كل علم.
ولكن لنتوقف قليلا, مانفع هذا العلم, و المعلومات جميعها إذا لم تترجم إلى واقع, و ما نفعها إذا لم تصقل شخصية المثقف, فتغير من شخصيته, و تجعله يتبنى مبادئ, ثم تترسخ في شخصيته قيما, (حيث القيم و المبادئ هي الجسد المعنوي الذي يستند عليه الشخص في تصرفاته و قراراته), فإن كان ما يقرأه أو يتعلمه من الكتب أو المجتمع صحيحا و ذا معنى, و من ثم تم هضمها جيدا, و أصبحت جزءا لا يتجزأ من الشخصية, فإن التصرفات سوف تنبع نبعا جميلا جاريا, لأن ماتستند عليه ثقيل و قوي.
و هذا هو منظوري للمثقف, هو ذلك الشخص ذو “المعلومات و المبادئ”, و من ثم تترجم هذه المعلومات و المبادئ إلى إنتاج فكري يفيد به الأمة.
فأنا أرى لو أصبح لدينا مثقف واحد لكل خمسين شخصا و بالمواصفات التي ذكرتها, فسوف نرى كيف يزيد الوعي في كل المجالات, و تتحسن أحوال الأمة. فما نراه اليوم في الكويت من إنتشار للتعليم قد سهل مهمة المثقفين في نشر أفكارهم و مبادئهم.
فلو أننا نشرنا ثقافتنا العربية و الأسلامية الصحيحة بين جموع الناس, فستصبح كالمضاد الحيوي من أي أفكار و قيم دخيلة على مجتمعنا, فلن نخاف بعد اليوم من إنتشار المحطات الفضائية المتنوعة, و لن نرى من يتحدث عن نظرية المؤامرة الأمريكية على مبادئنا و قيمنا, لأننا أصبحنا محصنين من الداخل, و لن نحتاج بعد اليوم إلى وصي علينا, يحلل هذا و يحرم ذاك.
و هذا هو دور المثقفين و المتعلمين أن ينشروا روائع حضارتنا الأسلامية بين الناس, بكل ما أوتوا من قوة.
و من بعدها لن نشتكي و لن نتحسر, و سوف تنهظ أمتنا بأذن الله عاجلا أم آجلا