جلست الحلوة يوماً بقربي ، فسلبت مني عقلي وقلبي ، ولم التمس لشدة الهول دربي ، قلت لها رفقاً بقلبي المسكين ، عندما إليّ تتحدثين ، فأنت تتلاعبين فيّ كما تشائين ، ففاجأتني حين سألتني .. هل تحبني ؟ فأنت والله تعجبني ، وأنت حين تكلمني ، حتى فؤادي تسلبني ، عجباً .. قلت لها ما هذا السؤال !؟
فأنا الذي نسجت لكي ألف موّال ، وقلّبني حبك بشتى الأحوال ، وفكري بحبك مشغول ، ولب عقلي عن سواكي مشلول ، فظننت أني السائل ولست المسئول ، وبسؤالك قد شفيتي غليلي ، فأنتي والله خليلي، فاليوم فقط أستطيع نوم ليلي ، سألتني وما علامات حبك ؟ فأنا لا أرى ما بقلبك ، وأحتاج إلى برهان صدقك
صرخت بها : أنا في كل دقيقة إليك اشتاق ، وتجتاحني حين لا أراكي نوبة اختناق ، وحين تتحدثين مع غيري احترق احتراق ، فهل هذا البرهان يكفي ؟ ولمرض شكوكك لعله يشفي ، فأنا والله أحبك أحبك رغم انفي ، قالت .. ألم أقل أنك حلو التعبير ، وعذب المقال وسريع التفكير ، ولجذب اهتمامي فأنت خبير تداركتها فقلت لها .. عذراً ، إني لولا كي لكنت صفراً ، ولأطعتك في كل شيء غير أن ذلك كفراً ، فأنا اليوم أسعد الناس ، وكلي نشاط من القدم إلى الرأس ، اليوم فقط عاد الّي الإحساس ، فقالت .. رفقاً بنفسك رفقاً
إني أحس انك تنزف عشقاً ، كأنك سحابة صرخت رعداً واشتعلت برقاً ، فما أريدك أن تصبح بي مجنون
ولكن لأخرج ما بقلبك مكنون ، وأتأكد أنك لي وحدي وبي مفتون ، تعجبت وقلت في نفسي .. معذورة
فأنا أحب هذه المغرورة ، ولمصارحتي هي مشكورة مشكورة
نهض العاشقان وتعاهدا على أن يبقى حبهما أبدا