أبدأ بالباب الاول وهو باب التخلص من التوتر
عندما نقف للحظة مع أنفسنا... سنرى أن حياتنا تفيض غماً وهمّاً، قلقاً وأرقاً، تشتتاً وتشوّهاً جسدياً.. وفكرياً... وحتى روحياً....
نعمل من الصباح إلى المساء.. ثم نلجأ إلى المهدئات والمنوّمات والمسكنات فنختنق في هذا الحضيض ونحترق....
في صيدلية الروح سنروح أبعد وأعمق... سنخترق هذا كله دون أن نحترق.... بالتأمل والتفكر والتدبّر... باكتشاف الحكمة الداخلية وتطويرها.. بالإصغاء إلى موسيقى الصمت المنسابة في أعماقنا وأرواحنا... بالعودة إلى شجرة الحياة التي تنبض في قلوبنا...
لتصبح رحلتنا سلسلة متصلة متواصلة مع محيط الوجود اللامحدود ومع كل نفس وكل حياة... لتغدو حياتناً أكثر تناغماً وتوازناً بين العمل واللعب.....بين التوتر والتحرر... بين المسؤولية والحرية....
التأمل شفاء للجسد والنفس والروح... ننتقل به من لَغو العقول إلى لغة القلوب... من صخب الخارج وضجيجه إلى صمت الداخل وسكينته... ليحل السلام بدل الدمار.... ولتسود الرحمة وتموت الرجمة...
أخيراً نصيحة صغيرة بخصوص تعاملك مع خزائن هذه الصيدلية الاستثنائية:
إن هذه التمارين هي وسيلة للمتعة واللهو... اختر ما يعجبك منها واختبره.. العب معه.. واستمتع به بصدق وإخلاص لمدة خمسة أيام وسيكون ذلك كافياً وافياً لتشعر إن كان يناسبك أم لا....
التشخيص
لا تبحث عن الوعي مستجدياً من باب إلى باب.. بل افتح باب قلبك وأصغِ إلى صمت الأعماق... واجنِ من موسيقاك أعذب الألحان..... فأنت العابد في هذا المعبد... وما الجسد إلا هيكل مقدس ينطوي فيه السر الأكبر.. وفيك انطوى العالم الأكبر.. لا يمكن للوعي أن يكون عدواً لهذا الجسد.. الجسد هو أرضك ووطنك.. سكنك ومسكنك.. هو الخطوة الأولى نحو درب الروح... نحن نمشي.. نأكل.. نشرب.. نتحدث بانسجام... لأننا وحدة أساسية متناغمة متداخلة متكاملة.. جسد فكر.. وروح.. إهانة الجسد ومحاربته ليست سبيلاً لنمو الوعي وسمو الروح.. بل محبته واحترامه هي السبيل والطريق.. أن تحميه وتحنو عليه.. أن تكون صديقاً صادقاً له.. ورفيقاً مخلصاً فهو هبة وأمانة من الله.. نعمة لا نقمة... هدية لا بليّة.. إنه بيتك الأول والأخير.. لتهتم به وترعاه.. وتذكر أنه في خدمتك باستمرار يوماً بعد يوم.. حتى وأنت نائم فهو يعمل من أجلك ليل نهار.. يهضم الطعام ويحوله إلى دم.. يطرح الخلايا الميتة خارجاً.. يُدخل الأكسجين المنعش.. كل ذلك وأنت غارق في نوم عميق! إنه يقوم بكل شيء من أجل خدمتك.. من أجل حياتك.. ومع هذا لم يخطر ببالك أن تشكره أبداً... إن رجال الدين يعلموك عكس ذلك.. يعلموك أن تعذبه وتهينه ولكنك لست جسداً فحسب.. أنت الساكن بهذا السكن.. لا حاجة لأن تتقيد وتقيّد به.. لأن الحب لا يعني الربط والارتباط والامتلاك بل هو الثقة المطلقة والحرية اللامحدودة.. لهذا عامله بلطف وحنوّ ورحمة ليصبح أحسن وأفضل مما سيجعل وعيك أكبر فأكبر.... لتعود جزءً لا يتجزأ من معزوفة الكون والأكوان.... إننا بحاجة إلى نوع مختلف من العلم ومن الثقافة، بحاجة إلى العلم الذي يُغني الوجدان لا الذي يُلغي الإحساس، ليدخل كل منا إلى صمت القلب ليتذكر ذاته، وليعرف نفسه، ودوره في هذه الرحلة.. والمفتاح هو التأمل....... وعندها ستكون رحيماً بجسدك.. رؤوفاً بالآخرين... عندما تحب جسدك وتحترمه سيبادلك الحب والاحترام .. وسيصبح طوع إرادتك.. قادراً على القيام بأي شيء ترغب به حتى لو كان مستحيلاً.... فالجسد سر عظيم غريب... علينا أن نكتشف أسراره لنعبر من خلاله إلى الحقيقة الأبدية الأزلية.... لقد قام رجال الدين بتشويه الدين وتحريفه... فزرعوا العداء بيننا وبين الجسد.. ولكن هذا العداء هو المفتاح الذي سيقودنا إلى تعلم حكمة هذا الكفن وهذا المعبد لنجد السر الإلهي الكامن فيه، وعندها سنعرف أن الله ليس بعيداً.... بل يسكن في سكينة هذا المسكن.. إنه الحي القيوم في داخلك أقرب إليك من حبل الوريد، وحالما تدرك ذلك ستحب وتحترم كل الناس، وكل الكائنات والمخلوقات..... إن أي ثقافة لا تعلمنا محبة الجسد واحترامه، والغوص داخل أسراره لن تستطيع السمو بوعينا وإدراكنا... لجسدك عليك حق... والجسد هو الباب الاول لكل الأسرار.... ***********************************************
<table class="" id=table1 dir=rtl cellSpacing=0 cellPadding=3 width="100%" border=0><tr><td colSpan=5>
انطلق بسرور دون أي قيود
إننا نحيط أنفسنا بدرع حديدي.. بقفص وهمي من المعتقدات والعقد المعقدة المعلبة... لكنه مجرد درع.. وهو لا يتمسك بنا، بل نحن الذين نتمسك به.. وحالما نصبح واعيين له سيذوب حالاًً.. سيموت بمجرد أن نتخلى عنه... لكنك لا تحمل هذا الدرع فحسب.. بل تجعله يثقل ويكبر باستمرار من خلال كل تلك الأفكار والأوهام والأحلام.... إخرج منه ليخرج منك.. إخرج من مقبرة التقاليد.. وحطم كل تلك الأسوار والجدران، إخرج من عالم الصقيع والجليد والحجر.. من عالم الجهل والحقد والضجر.. وافتح قلبك ليدخل نور الشمس والقمر.. ولتتفتح أزهار الفرح.. عُد كالأطفال.. فالأطفال يتمتعون بالحرية والبراءة.. بالانطلاق والتناغم.. فالجسد كله وحدة متكاملة لا وجود للحدود.. ولا وجود للسدود والقيود... الرأس والقدمان بنفس الأهمية.. ولكن التقسيم ظهر رويداً رويداً من خلال الأهل والمدرسة والمجتمعات والمجمّعات... وأصبح الرأس هو الرئيس العظيم بدل أن يكون الخادم الأمين.. وتم تقسيم الجسم لعدة أقسام، قسم مقبول من المجتمع، والقسم الآخر غير معترف به، لأنه يشكل خطراً على المجتمع ويجب إبادته وتبديده، وهذا سبب المشكلة الأساسية فأصبحت أيدينا وأرجلنا مكبلة بالسلاسل.. مثبتة بالمسامير وأصبحنا بقايا إنسان مكسور مهزوز. لتعد إنساناً كاملاً كما خلقك الله.. أنت الخيّال لا الخيل.. توحّد مع ذاتك حتى يتوحد العالم من حولك... انتبه أين تتواجد القيود في جسدك: 1ـ خلال سيرك أو جلوسك، وعندما لا تقوم بأي شيء، ركّز على الزفير، ازفر بعمق، وحاول إخراج كل ما تستطيع من الهواء من الفم وبمنتهى البطء... وعندما يتم إخراج كل الهواء المحتجز داخل الجسم ابدأ بالشهيق بسرعة، ثم ازفر ببطء... وهكذا سيتغير الدرع الموجود قرب الصدر... 2ـ اركض بشكل خفيف ولكن لمسافة ميل واحد لا أكثر، وتخيل أن حملاً وعبئاً ثقيلاً يزول من الساقين ويتوارى عنهما، فالأقدام تكون حبيسة مربّطة عندما تكون حريتك مقيدة بشكل كبير، عندما يطلب منك أن تفعل هذا وليس ذاك، أن تكون هذا الشخص وليس ذاك، أن تذهب إلى هنا وليس إلى هناك... عندها عليك بالجري مع التركيز على الزفير، وحالما تسترد حرية الحركة والانطلاق بساقيك ستشعر بتدفق هائل من الطاقة... 3ـ عندما تذهب للنوم ليلاً.. انزع ملابسك.. وانزع أيضاً هذا الدرع النفسي المحيط بك.. ارمِ هذا العبء.. وارمِ كل ما يقيدك ويكبلك.. إخرج من سجن العبودية ومعتقلاتها... ودّع هذا الصندوق المختوم بالشمع الأحمر.... خذ نفساً عميقاً ثم اخلد للنوم وأنت حر طليق كالأطفال... كالأشجار كالأزهار... دون أية قيود على الإطلاق....
تقبلوا خالص تحياتي
|