اللهم صل على محمد وآل محمد
هنا في زاوية من زوايا المنتدى احط رحلي الذي أجهدني بكثرة التفكير والاحساس بان نهاية ما قد تأتي ولكن ليست نهاية أبدية
.
تدق أيام الحياة بأجراس ونواقيس نركض لنرى من هناك؟
ماذا هناك؟
لنجد انفسنا أمام حياة جديدة
تفاجئنا تباغتنا ونحس كأننا غرباء فيها
ولكن ما ان تمر الأيام
ونجد كأن مامضى ماكان يعنينا وان هذه هي ولادتنا الحقيقية
بحياتنا اناس تعرفهم ارواحنا قبل ان نعرفهم وبمجرد لقياهم فجاة ودون سابق انذار نجتمع بطريقة ما فنجد ان هناك الفة تجمعنا ونتبادل الابتسامات النابعة من الاعماق ويراودنا احساس باننا قد عرفناهم ورايناهم من قبل وفي الحقيقة هي ارواحنا التي التقت واجتمعت قبل اجسادنا واصواتنا
حين يتملكنا شعور باننا عثرنا على شخص نعتبره مميز ونجد حبنا له يستشري ويستفحل فينا تدريجيا ودون سابق انذار فلايمكن ان نعد يوما من الايام ان لم نراه او نتحدث معه , نسابق الزمن لكي نحظي بالاستئثار به , نحاول ان يكون قريبا منا قدر المستطاع , نبحث عن اي شيء يسعده وان تسببنا بزعله او جرحه فكانما انتهت الحياة
وما اقسى الايام حين نتصور باننا جزء في حياة احد ما وفجأة تتغير الظروف وتحدث تغيرات ماكانت بالحسبان فمن حنقنا ونقمتنا على مايحدث ننفعل ونتهور في التلفظ بعبارات غير مرتبة تاتي بنتائج عكسية وقاسية علينا , فنجد الطرف المقابل ياخذ قراراتنا ويجعلها حيز التنفيذ دون ان يفهم القصد او يحاول التخفيف عنا
ما اقسى ان يمر احدنا بمعاناة يكون بحاجة ماسة فيها لمن يحب , يحتاج لاقرب المقربين اليه وكانه تائه حائر , تنتابه حالة ضعف وحزن والم ويحتاج لبلسم شافي قد تكون في كلمة او بسمة او حتى مجرد تواجده بالقرب منا لنشعر بان هناك من يهتم لامرنا ويشاركنا معاناتنا ولكن بطريقته التي تخفف عنا
ولكن وبدون توقع تكون ردة فعله كعند او كبر او تحد لا نجني منها سوى المرارة , يقرر ان يتصرف وكاننا غير موجودين ربما يعتبرنا من كوكب اخر او ربما لايعرفنا ولانمت له بصلة وووو
تخيل ايها القاريء نفسك في هكذا موقف يكون فيها من تحبهم بعيدون عنك وانت بامس الحاجة اليهم هم موجودون لكن منشغلين عنك ماعدت مهما ربما او شغلتهم دنياهم
حتى سؤالهم عنك ماعاد يصل فلا تدري احقا اصبحت ورقة مطوية في صفحات ايامهم ام ورقة تتطاير وتقلبها يمينا ويسارا رياح النسيان المتارجح
يظنون باننا حجارة او اشد قسوة , ونحن الذين مستعدون لنهبهم الروح قبل الجسد
ولدنا ولادة حقيقية بمعرفتهم ونظرنا للكون بعين ملؤها الحب والخير والتفاؤل ونسجنا احلاما لمستقبلنا القادم من خيوط آمالهم وكبرنا من مهد الوحدة والتقوقع وسرنا نسير بخطى واثقة الى لحد مهيأ ومعد لراحة ابدية
ولكن بفراقهم وتجاهلهم لنا فقد حملوا لنا نعوشنا على اكفهم وبدأوا بستأصال شرايين الحياة من ارواحنا وبدات تتهاوى ارواحنا واجسادنا تمشي على استحياء وامامنا نهاية جديدة ربما هي نهاية حياة لبدء حياة جديدة
فهل حقا يمكننا ان نولد كتلك الولادة او احسن منها ؟ ام ستتعاقب الولادات التي ستجعلنا جثث طافية على ارجاء الكون تعصف بها الرياح وتتلاطم بها الامواج