(((((( أيكون الحب ذنباً؟؟؟؟؟؟ )))))

أيكون الحب ذنباً؟ بين الحب والخطيئة

١

سألتني تلميذتي بلكنتها الإنجليزية الفارسية ما ترجمته

"أيكون الحب ذنبا" ً؟

وكانت هذه الفتاة قد بلغت الثامنة عشر ربيعاً من عمرها، وهذا العمر يعمل في صاحبه عمل السحر بمن وقع عليه ، وكان قد زادها أصلها الفارسي سحراً آخر، فكأن النار التي كان يعبدها اجدادها قد استحالت إلى نور يضيء وجهها بعد إيمانها بالله ، فبدا ذلك النور طالعاً كالشمس ساعة إشراقها فلا يطيب للعين إلا ان تراه ، حتى إذا ما نظرت العين لم يشأ القلب إلا أن يلهج مسبحاً

… سبحان الله !!!،

فتصير طلعتها مبعث عبادة لقلب الن! اسك، وملهمة للعقل، تعمل فيه عملها فتخرج منه الفيلسوف والأديب والشاعر، أما الروح … فحديثها لها حديث آخر غير الذي تسري به الكلمات ، فتراه يتناغم كرنيم الملائكة، يتهادى في الوجود يعلن استسلامه لخالقه … وكانه حركة قلبية تسخر من كبرياء الشيطان وكفره، وكيف تكون السخرية من الشيطان يا ترى ؟!!

أيكون معناها "ويفعلون ما يؤمرون" أتراها تكون حركة قلبية تعلن السجود والخضوع لمنشئها … ؟!!
أيكون الحب ذنباً؟!!
سؤالها هذا استوقفني ساعة من الإحساس والفكر،وذهب بي مذاهبه الشاعرية ، ثم حلق بي في اجواء من السكينة ، لكنني أردت أن أداعبها قبل الإجابة فقلت: أجل يكون ذنباً "ويهوي بصاحبه في جهنم سبعين خريفاً" في الآخرة، أما في الدنيا فهو الكمد والهم والحزن والقهر وربما نوبة قلبية تودي إلى القبر ، فما لبثت أن ضحكت أو تضاحكت، ثم قالت: لو كنت أريد هذا الجواب لسألت إمام مسجدنا، ووفرت على نفسي عناء الحديث إليك، وكأنها تريد القول: أجب وبسرعة دون تردد ودون تلقيني محاضرة في الحلال والحرام، في الجنة والنار،

وعذاب الحب ونعيمه، أقصد عذاب القبر ونعيمه، فقلت: كبقية! النساء أنت، تبحثين عن الإجابة التي تحبين، وما دام الأمر كذلك استفت قلبك ، ثم أشحت بوجهي عنها كأني أداعبها مرة اخرى. لكنها عادت إلى أسلوبها في التحايل للحصول على إجابة وكأنها تريد أن تجعلني الخصم امام ربنا إذا ما حشرنا إليه، لتمثل دور البريئة والضحية لأن العامة تبع لمذهب إمامهم فتكون حجتها آنذاك "إنا كنا لكم تبعاً" وهيهات تنفع تلكم الحجة.

حاولت أن أجيب على سؤال فتاتي، لكنني أردت أن أجد الإجابة من إحساسها هي، فأردته استنطاقا لا إجابة كتلك التي تصرف على طريقة الوصفات الطبية، أردت ان أذهب معها في معاني الحب الذي قصدت، وكما يذهب السياسي المراوغ في مفاوضاته مع خصمه ذهبت أدير حوارنا، لا حبا في السياسة ، لكنها الكياسة لتجنب مكر السؤال الذي ينبئ بالإجابة بمعنى السائل وعلى مذهبه وهواه.

وللنساء حيلة ومهارة في التمثيل تجعلهن طلائع في تلقين الإجابة رغم انهن من أتى بالسؤال، على مبدأ "هذا جبريل أتاكم يعلمكم امور دينكم" ولو أن الشرطة في بلد ما حاججت إمرأة في جريمة ارتكبتها، لوجد المحقق كل العنت في الوصول إلى نهاية للتحقيق ، وعادة ما تنتهي القضية بتقييدها ضد مجهول…

قلت: هل لك يا عزيزتي ان تعرفي كلمة "الحب"؟ قالت : هي ذلك الإحساس النبيل الكامن في إحدانا نحن النساء ، فقاطعتها الحديث، ولم الأنانية؟! أفلا قلت: هو إحساس نبيل كامن في الإنسان؟! لكنها أردفت غير آبهة: والحب ينبعث فينا فنترجمه تصرفات وافعالاً ظاهرة. حسناً: او يكون الحب ذاتي الإندفاع أم له بواعثه وأسبابه؟، قالت بل له بواعثه وأسبابه، قلت وما تلك؟ وهنا توقفت هنيهة ثم قالت "تعددت الأسباب والحب واحد"
قلت خذي عني يا فتاتي واحفظي قولي:
إن الحب إحساس نبيل ينبعث فينا ، فهو إحساس مقره القلب ولا نملك التحكم فيه أو مقاومته ، وقد أوجده خالقنا لإتمام معنى الفضيلة في تصرفاتنا وأفعالنا، فإذا خالفت أفعالنا ذلك المعنى لم تعد تنسب إليه، فالحكم إن كان الحب ذنبا مضاعفا أو حسنة مضاعفة يعتمد على ظاهر أفعالنا كما يعتمد على المعاني القلبية،

فهو كالإيمان تماماً فلا ننعت صاحب الإيمان بتلك الصفة إلا إن ظهر العمل على الجوارح مطابقا لإيمانه الكامن في القلب ، أما إذا ادعى الإيمان وناقض فعله قوله فذاك ما نسميه بالكفر العملي أو بالفسق على أضعف حال ، ومن ناقضت تصرفاته معنى الفضيلة في الحب صار إلى نعت آخر… صار إلى معنى الرذيلة.
قالت: أفهم من حديثك أن الحب لا يكون ذنبا إلا إذا ترتب عليه فعل مشين؟!

قلت ذاك الذي أعني،

فما كان الله ليعذب انساناً بإحساسه لكنه جعل الأفعال سبب عذابه أو مثوبته ، فلئن إدعى أحدنا الإيمان أو الحب فما له من ادعائه إلا ماصدقته جوارحه. وهنا بادرتني بسؤالها الآخر :

فلماذا يضع شيوخنا وأئمتنا هذه الكلمة "الحب" موضع الريبة رغم أنها قد تكون الفضيلة كما ذكرت ؟ قلت: لقد وضعوها هذا الموضع حينما رأوا ما يقترف من جرائم باسم هذه الكلمة ، فما عادت بمعناها السماوي ، لكنها بدت بمعنى "هيت لك" قالت وما هذه "هيت لك"؟

قلت هذا تفسير امرأة العزيز لمعنى الحب ، وهو نقيض معنى يوسف فيه ، قالت وما ذاك ؟قلت "معاذ الله" قالت: زدتني حيرة فما تقصد؟ قلت: حينما رأت امرأة العزيز يوسف رأت فيه صورته فانبهرت فظنت انها احبت وما كان ذلك حباً لأنه جاء بمعنى هذه "فوسوس لهما الشيطان" فكانت النتيجة أن خرجت من فضيلتها وتزينت بزينتها زيادة على انوثتها وغلقت الأبواب!

وقالت "هيت لك" وما كان إغلاق الأبواب باقفالها وحسب بل بصوتها تردده كل الشياطين الممسكة بالأقفال "هيت لك" وكلهم ينتظر يوسف كي يذعن لندائهم ، لإغرائهم وكل ذلك قد تهيأ في صورة الحب …

إلا أنه كان الخطيئة التي امتنع يوسف عن اقترافها.
اجل يا عزيزتي وما كانت كلمة الحب لتصبح نابية إلا حينما ادعى الشيطان انه مالكها ، وتالله إن الشيطان ليصبغ كلمة التقوى أو الإيمان أو الورع بصبغته فتحال إلى معصية ، وكبر وكفر …

فهل عجز ان يصبغ كلمة الحب لتصبح بمعنى الخطيئة؟

كلا….لا أظن انه يعجز عن مثل هذا الفعل أبداً ، وما الفرق بين الحب "الخطيئة" والحب الذي يأتي بالحسنة مضاعفة، ما الفرق في الحروف وتركيبها، لكنه في الحروف وما يختبئ وراءها … فهل نعي ما نريد من هذه الكلمة ؟!!!

وإجابتنا في معنى هذه الكلمة سينقلنا إما إلى لظى الشيطان أو إلى ظل الرحمن… قالت أفلا أوضحت مقصودك ؟ كلا ليس بعد يا… فسؤالك هذا لا يجاب عليه في لحظة كما يجاب على مسألة حسابية … إنه سؤال مرتبط بالنفس والدين ، مرتبط بالإنسان ومرتبط بالزمن الذي يعيشه ذلك الإنسان فأذني لي أن أتم الإجابة من غدي بعنوان "في لظى الشيطان أم في ظل الرحمن" …فقد حان! وقت الصلاة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[/center]

احسنت أختيار الطرح

كلمات قيمة وجميله

اتحفتنا بها

بأنتظار جديدك

دمت بألف خير

عاشت الايادي يابطل موضوع رائع ومميز

نتظر المزيد من الابداع

تحياتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مشكور اخويه على الموضوع القيم طرحك رائع للموضوع مشكور

الف شكر حبايب على المرور

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[/center]

موضوع جميل شكرا الك هموني العراقي

موضوعك كلش راقي وجميل ياهموني

سلمت يداك التي نقلت هذا الموضوع الجميل

وسلم ذوقك الرائع في اختيار هذا الموضوع

تحيتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
.
.

.

شكراً ع المرور

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[/center]

اللهم صل على محمد وآل محمد

قمة الذوق في الاسلوب والطرح

راااااااااااااااااااااااااااااااائعه جدااااااااااا

بوركت يمناك

تحياتي وخالص تقديري

هلا والله

رجع النور

مشكوره ورده ع المرور

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[/center]