ردّ ٌ على كاتبٍ ملحد
عبد الله ضراب الجزائري
الى كلّ ملحد سفيه يتهجَّم على الدّين وينكر وجود ربِّ العالمين ، الى كلِّ أعمى عن الحقيقة العظمى ، حقيقة الإيمان وقيم الإيمان
***
ماذا دهى هذا الذي يتهجَّمُ ... بصرٌ ضريرٌ ؟ ام فؤاد مظلم ٌ
ماذا دهاه فكلُّ ذي قلبٍ يَرى... يأبى جحودا في الخليقة يعظُمُ
كلُّ الدِّيانات التي تكسو الدُّنا ... تنفي الفساد بشرعها وتُحرِّمُ
مِنْ أين هذا الخزيَ في هذا الورى ؟ ... من ملحدٍ يأبى الصَّلاح ويهدمُ
هاك الدَّليل على المهازل يا قذى... أدناه أنَّك جاهلٌ متعلِّمُ
ماذا تعلمتم اذا لم تدركوا ... ضرَّ المفاسد في الدُّنا ، لم تفهموا ؟
أَمِنَ الحضارة أن تبيعوا عرضكمْ ... سرًّا وجهرا ؟ فالحقائق تصدمُ
او تقبل العهر المشين لابنة ... تردي الجنين من الخناء وتردم ؟
أوَ تقبلُ الطَّبع الخؤون لزوجةٍ ... ترضى زناها في فراشك ، تكتمُ ؟
أوَ تقبلُ الإسفاف في أحوالنا ... من سافلٍ يطغى ونذلٍ يَحكمُ ؟
أوَ تقبلُ الدُّونَ المُهين لعالِم ٍ... بالظُّلم يُشقيه الجهول المجرمُ ؟
وشيوعَ شُرْهٍ في نوادينا التي ... تأوي بهائم بالمطامع أُلْجِمُوا ؟
أوَ تقبلُ التَّرفَ البخيلَ من الغنِىْ ... وابنُ الفقير بجوعه يتألَّمُ ؟
تعزو التَّقدُّمَ للخناء كأنَّما ... أهل الحضارة بالخناء تقدَّمُوا
يا ساخطين على الفضيلة والهدى ... ناموا على فُرُشِ الفساد ونوِّمُوا
فغدا – قريبا – يستفيق شعورُكمْ ... سيهزُّكمْ سرُّ الوجود ويقصمُ
إنَّ الحضارة في الوجود تبلورتْ ... بفضيلة ٍتُحي الضَّمائرَ فاعلموا
بفضيلة ٍنادى بها رُسُلُ السَّما ... فمكارم الدِّين الحنيفِ تقدُّمُ
اسالْ رواد الفكر في أوطانها ... كيف اجتبوْا قيَمَ العلومِ وأُلهِمُوا
كانوا على وجه الدُّنا كبهيمةٍ ... بشقاوةٍ خلف المآرب تنعَمُ
لو كان عزُّ النَّاس في عُرْيِ الخنا ... لسمت به قبل الأنام بهائمُ
أوَ مثل قردٍ تستثيرُ بعورةٍ ... مكشوفة غيَّ الشباب وتُضرِمُ ؟
أبمثل عنزٍ في الحضارة يُقتدَى ؟...تلك المهازل للحضارة تردمُ
***
سرُّ التَّقدُّمِ في التَّديُّنِ يا فتى... بل يا جهولا بالهُراء يُهمهمُ
الدِّينُ مصباح العقول الى السَّنا ... والى الهنا ، وبه الجدود تقدَّموا
الدِّينُ روحٌ في الورى اوحى به ... ربُّ الأنام الى الأنام فكُرِّموا
الدِّين حقٌّ بالأدلَّة ، لن ولا ... يُلغى بداءٍ من عمى يتفاقمُ
الدِّين شمسٌ ، هل تُصدُّ بغيمة ٍ؟ ... فثقوا بأنَّ رُؤى التَّغرُّبِ تُهزمُ
واللهِ ما هُدَّ الورى إلا بما ... بثَّ العلوجُ العابثونَ وسمَّمُوا
ساد الهوانُ بأرضنا لمَّا علا ... أمثالُ مِسخِك َفي الدُّنا وتحكَّمُوا
جحدوا الحقائق بالهوى فتنكَّرُوا... للدِّين معراجِ السُّمُوِّ وعَتَّمُوا
وسعوْا بظلمٍ موهنٍ وتجبُّرٍ ... منعوا العقول من البيان وكمَّمُوا
حججُ الهدى تربو على عدِّ الورى ... ما ردَّها إلا ضريرٌ آثمُ
بالعلم تصدعُ في القلوب وفي الرُّؤى ... تهدي الى شكر الكريم وتُلهمُ
كم في حمانا من بهائم أمَّةٍ... من نور دينٍ منقذٍ تتبرَّمُ
عربٌ ولكن أفلسوا وتدنَّسوا ... فتغرَّبوا وتهوَّدوا وتروَّمُوا
***
أوَ تُرهبون بوصمة الإرهاب من ... يأبى التَّغرُّب باعتقاده يُعصَمُ ؟
أوَ تدَّعي ما لم نقل ما لم نُرِدْ ؟ ... فقريضُنا يحوي القرينة فافهمُوا
لا لم نُكفِّرْ مسلمًا ابدا ولا ... نبغي مكانةَ عِصمةٍ أو نزعمُ
ما أوجبَ الرَّحمنُ قّطعاً عصمة ً... فاللهُ يرأفُ بالعصاة ويرحمُ
لكنَّ لَيَّ الدِّين خلف غواية ٍ... كفرٌ صريح لا يقرِّه مسلمُ
مُتْ بالقنوط إذا كفرت تعاليا ... فغرورُك المأفون سوف يُحطَّمُ
أنكرْ ، وغرِّرْ بالجحود نُفيسة ً... عبثيَّة بهوى الأنا تتقزَّمُ
فلسوف تذكرُ ما أقول إذا بدَتْ ... لك يوم أهوال الحساب جهنَّمُ
اخسأْ بكفرك في العمى متحاملا ... فالله أكبرُ يا بليد وأعظمُ
***
أوَ تنسبُ الأبيات عندي للضَّنى ... ولسانُ قولك عاثرٌ يتلعثمُ ؟
طولُ القصيدة إحتدامٌ في الجوى ... من ضغط وجدٍ عارم يتلاطمُ
واللهِ لولا شغلنا وهوانُكم ... لحبكت ألفا بالهجاء تُدمدمُ
كن ملحدا أو مسلما مُتغرِّبا ... اليوم يشويك القريضُ وتندمُ
الله يعلم ما كتبتُ لشهرةٍ ... ومِراءِ نفسٍ للنُّفوسِ يُسمِّمُ
شعري صداحٌ بالهدى لفضيلةٍ ... تأوي الوجودَ فيستقيمُ ويسلمُ
شعري لدينِ الحقِّ لحن محبَّة ٍ... أو سيف حقٍّ صارمٌ لا يُثلَمُ