معراج الرّقي
انّ الامّة الاسلامية من غير العودة الجادّة الصّادقة الى الالتزام بتعاليم الاسلام وشريعته السّمحة لن ترى إلا الهوان والعار والدّمار، ولا تزيدها النُّظم المستوردة من ديار الكفر إلا الانحطاط والانحدار، فمتى يتنبه المسلمون لما يُراد بهم بإبعادهم عن شريعة العدل، والسماحة، والرحمة، والطهارة، والعزة، والسمو... وكل الاخلاق والقيم الراقية؟
ام ارتابت قلوبُهم فهم في ريبهم يتردّدون؟
والقصيدة تحث على العودة الى اسلامنا الراقي بقيمه واخلاقه لنعز ونرقى
أيا نفسُ هل أعياكِ ضَنْكُ الشّدائدِ ... فأمليتِ من شكواك مُرَّ القصائدِ
رُويدا فإنَّ الدَّهرَ يُسرٌ وشدَّة ٌ ... وإنَّ لذيذَ العيش صبرٌ فكابدي
ولا ترْكَني للجبنِ فالجبنُ عاهة ٌ ... فكم هوَّنَ الأبطالَ خوفُ المَشاهدِ
وكم طار للعلياءِ ساعٍ مشمرٌ ... وقد نال بالإقدام ذُخرَ المحامدِ
وكم فوَّتَ الآمالَ نومٌ وذِلَّة ٌ ... وكم عوَّق الأبدانَ دِفءُ المراقِدِ
أيا نفسُ إنَّ الليلَ مهما تطاولتْ... به صولة ُ الظَّلماءِ لا شكَّ ينفَدِ
وإنَّ ضياء الصّبح آتٍ وموشك ٌ ... ولو حلَّ بعد القهر ليلُ التَّبدُّدِ
***
فذي نجمة ُ الإسلام يُبهرُ نورُها ... دعتنا لعزِّ الدَّهرِ : نرقى ونهتدي
فيا شِرعة الإسلام أنت مُرادُنا ... لك اللُّبُّ في الألباب فاهدي وسدِّدي
أزاحوك فالأيّام سودٌ حوالكٌ ... وقد طاش بالأرواح همُّ التَّبلُّدِ
أناختْ دواهي الكفر تنخرُ جمعَنا ... وتُفشي خلال الجمع شرَّ العوائدِ
فذا الشَّعب بالأغلال أمسى مُكبَّلا ... وأمسى يسوسُ النَّاسَ رأي الملاحدِ
وذا الدِّينُ في الأوساط دِيسَتْ بنودُه ... وسادت بأرض الوحي حُمْرُ العقائدِ
وسالت سيولُ الخزي في كلِّ حارةٍ... وهُدَّتْ صروحُ العدل عند القواعدِ
لقد ضيَّع الحكَّامُ كلَّ أمانةٍ ... فأضحوْا لعين الكفر مثل المَراودِ
تراهم لقمع الشَّعب أحزم ساسةٍ ... ولكنْ أمام الخصم نُحساً مَناكِدِ
فيا شِرعةَ الإسلام هبِّي لنجدةٍ ... فسوقي إلى الأبوار جَوْنَ الرَّواعدِ
ونمِّي زهورَ الآيِ في كلِّ مُهجةٍ ... وداوي بشرعِ الله تلك المفاسدِ
وأمي بهذا الشَّعب أعظم غايةٍ ... وروِّيه، فالإسلامُ أنقى المواردِ
ألا إنَّ دينَ الله دربُ ارتقائنا ... به يُدرك الآنام نُبلَ المقاصدِ
به يَبعثُ الإيمانُ كلَّ مُقاومٍ ... عزيزٍ رفيعِ الهام ليس بقُعدُدِ
به تُنجبُ الأخلاقُ كلَّ سُمَيْذَعٍ ... سخِيٍّ كساهُ الله نورَ التَّهجُّدِ
إذا عزَّتِ الأموالُ جادَ بماله ... وإن حُمَّتِ الأهوالُ لا يَتبلَّدِ
يُعادي لأجل الحقِّ أقربَ أهلهِ ... ويَشقى له في الدَّهر طوعا ليسْعدِ
وإن راعَه ُفي الأرض بالظُّلم ناقم ٌ... فدى دينَه بالرُّوح لا يتردَّدِ
وإن ضاق بالكِتمان جُؤجُؤُ كاشحٍ ... فأضحى يبثُّ السمَّ سمَّ الأساودِ
تحرَّى له الآيات في كلِّ مرصدٍ ... وأوهى بنورِ الله تلك المكائدِ
ألا فليعِ الأعداءُ أسرارَ دربنا... سلامٌ وبذلُ الرُّوحُ عند التَّجالُدِ
نُلاقي بوردِ الحبِّ كلَّ مُسالِمٍ ... ونرمي بِحُبِّ الموت كلَّ مُعانِدِ
ونبني لعزِّ الدِّينِ صرح َعِظامِنا ... ونَفْرِي بِعزْمِ الدِّينِ صمَّ الجلامِدِ
ونسقي حقولَ الحقِّ فائرَ دمِّنا ... ليبقى لواءُ الحقِّ أكرم رائدِ
فوالله لا نرضى لذا الدِّين ذِلَّة ً ... ولو حزَّ في الأكباد وَخْزُ السَّفافِد