نصيحة ٌ حضارية
الى الغارقين في أقذار الغرب التّائهين وراء سرابه المهلك
***
غَدَتِ البلايا كالوباء الهاطلِ ... فخُذِ النَّصيحةَ من مُحِبٍّ واصلِ
فدَعِ الملاهيَ واجتهدْ في غايتكْ ... لا تنحدرْ نحو الحُطام الزَّائلِ
البعثُ حقٌّ والحسابُ عقيدة ٌ ... أم صرت تحيا في الورى كالذَّاهلِ؟
وقعُ الحوادث في الحياة مُذكِّرٌ ... يُبدي الحقيقة والهدى للغافلِ
يُزجي العظاتَ لكلِّ من رام العمى ... مُتنكِّباً ، أو عبرة ً للعاقلِ
انظرْ فتلك غيومُها قد أثقلتْ ... غرقَ الورى في سيلها المتهاطلِ
ما آمنت نفسٌ تعاند ربَّها ... بتسفُّلٍ وتنذُّلٍ وتحلُّلِ
وسلِ الورى عن قادمٍ يأتي غدا ... كم سار في درب الرَّدى من راحلِ؟
هل ترتمي نحو العمى بغباوةٍ ... أم تقتفي درب الشّقا كالجاهلِ ؟
انهض إلى دار الهنا لا تنخدعْ ... في الدَّهر بالحظِّ الخسيس الآفلِ
أم قد ثنتكَ عن السُّموِّ مخاوفٌ ... من أمَّة الصُّهيون أمِّ الباطلِ ؟
ام لليهود كما يروَّجُ سطوة ٌ ... وذوائبٌ تذري الأسى في الدَّاخلِ ؟
لا بوش لا باراك يملك ضرَّنا ... الضرُّ وصلٌ من حكيمٍ عادلِ
الضرُّ في أهل العقيدة منحة ٌ ... تهدي القلوب الى اليقين الكاملِ
فلم التَّردُّدُ في الهدى حذَرَ الرَّدى ؟ ... ما قدَّم الإقدامُ وقتَ الآجلِ
ولقد تحمَّلتَ الأمانة مؤمناً ... قم للوفا لا تنقلب كالنَّاكلِ
الكونُ مُلكٌ للعزيز فهل ترى ... ملك الرِّقاب مُخوَّلا لبدائلِ ؟
أم قد سبَتكَ حضارة ٌ وهميَّة ٌ ... فجريت في سُبلِ العمى كالهاملِ ؟
ليس التَّفوُّقُ في الحضارة قوَّة ً... وتسلُّطاً يذري الرَّدى بجحافلِ
الوحشُ وحشٌ سَلَّ ناباً ناهشاً ... أو دكَّ شعبا آمنا بقنابلِ
إنَّ التَّحضُّرَ في الأنام سماحة ٌ ... وطهارة ٌوحفاوة ٌ بفضائلِ
لَحضارة ٌ شدَّ اليهودُ زِمامَها ... عين ُ التَّردِّي في الحضيض السَّافلِ
فيها التَّكبُّرُ والمفاسدُ والأذى ... فيها التَّفاخرُ جهرة ً برذائلِ
فيها الأنانية ُالبغيضةُ ميزة ٌ... تدمي الورى بخديعة ٍوتحايلِ
فيها التَّألُّهُ للغريزة والهوى ... ردَّتْ قلوب النَّاس مثل مزابلِ
يا من خُدعت بزيفها وبريقها ... فرميتَ دينَك عامدا بتحاملِ
عد للحضارة فالحضارة ُ شِرعة ٌ ... تبني العقيدة حيَّة ً بدلائلِ
تزكو بها نفسُ اللَّئيمِ تديُّنا ... تحيي قلوباً مَيْتة ًكجنادلِ
تدعو العقولَ إلى العلوم وهمُّها ... نفعُ الخلائق لا لنصرةِ باطلِ
وترى الأنام مع التَّباين لُحمة ً ... بعد الهدى لا تُزدَرَى بتفاضلِ
وترى الفضائل والمكارم غاية ً ... تسعى لها سعي الحثيث العاملِ
***
يا قادة العرب الألى كَسَفُوا النُّهى ... بالغشِّ والرّأي السّفيه العاطلِ
ساقوا الشّعوب إلى الهوان بقسوة ٍ ... وتزاحموا تحت العدى بتخاذلِ
إسلامُنا نبعُ الحضارة فارتعوا ... في هديه المتواصلِ المتكاملِ
إسلامُنا نورُ البصائر فارجعوا ... نحو الحقيقة في الكتاب المنْزل