إلى صاحبة الفكر الأصيل
عبد الله ضراب الجزائري
شكراً أُخَيَّةَ قد صُغْتِ الهدى قَبَسَا ... يُنيرُ جيلا تردَّى في الهوى وقَسَا
شكرًا فإنَّكِ أودعتِ القريضَ دَوَا ... لمَّا تفاقم فينا من ضنا وأسَى
أصبتِ مقتلَ داءٍ عمَّ في بلَدي ... فانهدَّ مأمنُه وانهالَ مُنتكِسَا
موجُ الرَّذائلِ قد هدَّ الحِمى وطغى ... أين النذيرُ ؟ فلم نسمع له جَرَساَ
الجيلُ ولَّى عن الأخلاقِ مُعترضاً ... قد بات يَخبطُ في الآثام مُنغمسَا
قد أُنسِيَ الدِّينَ فاسودَّتْ سرائرُهُ ... وارتدَّ عن قيم الإسلام مُرتكِسَا
فالمرأةُ ارتطمتْ في الإثم مُرغمة ً ... والفحلُ ينظرُ مسرورا فما نَبَسَ
من أجل كسبٍ حقيرٍ باع زوجَتهُ ... أو اختَه وأضاع العرضَ أو رَفَسَ
رمى بها طمعاً للذئب مُغتبطا ... كي يجنيَ القيئَ بالإخزاءِ والقَلَسَ
صارتْ كجاريةٍ في الشُّغلِ يملكُها ... من صار بالعُهرِ في درب الخنا نَجِسَا1
ألا احملي راية التَّحريرِ ثانية ً ... أيا اخيَّة َ واهدي بالقريض نِسَا
وحرِّري المرأة المحصانَ من عَمَهٍ ... أضحى يُعاورُ شعبا في الهوان رَسَا
ألا اكتبي .. شرِّحي وضعا نُكابدُهُ ... قد كرَّسَ الذلَّ بين الشَّعبِ والنَّحسَ
احْيِ فضائلَ دين الله واقتبسِي ... من نورِ هديهِ في ليلِ الهوى قبَساَ
تكلَّمي في شؤون البيت واحتضني ... حقًّا لطفلٍ يعاني في الورى تَعِساَ
اهدي الفتاة إلى دين يُحصِّنُها ... الرِّزقُ تقوى ، فلولا الإثمُ ما حُبِسَ 2
لولا التَّهافتُ ما هانت كرامتُها ... لولا التَّدنِّي لما طبعُ الرِّجال قَساَ
وحذِّري البنتَ من كفرٍ يُطاردُها ... باسم التَّحرُّرِ صاغ الفسقَ والدَّنساَ
باسمِ التَّقدُّمِ ضاع العرضُ وا أسفا ... فذاك نجمُ النَّقا والعزِّ قد خَنَسَ
هوامش :
1/ افتحوا ملف التحرش الجنسي بالعاملات خاصة في الشركات الاجنبية العاملة في اوطانن*
قال تعالى ( ومن يتقِّ اللهَ يجعلْ له مخرجاً ويرزقْه من حيث لا يحتسب )2/