عتابٌ لحاجبة الحروف
عبد الله ضراب الجزائري
آهٍ وآهٍ وكَمْ في الآهِ من ألمٍ ... نَكأتِ جُرْحا ًغزيرَ النَّزفِ بَوَّاحا
إنِّي لتطربني الحروفُ غضوبة ً... ترمي ببوحِكِ في الفؤاد رِماحَا
ولتطرديني إن مُلئتِ تذمُّراً ... سيكون قلبي راضيا مُرتاحاَ
فالغيظُ عند العاشقين مودة ٌ... تُضفي على أهل الهيام رواحاَ
غضبُ الحبيبِ مودَّةٌ مكنونة ٌ... عِشقٌ دفينٌ يُثقلُ الأرواحاَ
فالشَّوك ُمن كفِّ الحبيبِ أزاهرٌ... تهَبُ المُحبَّ بِوَخْزِهَا أفراحاَ
إنِّي ببوحي أو هجائي أرتجي... رغم الحروفِ النَّاشزاتِ صلاحاَ
فلتعذري قلبي إذا أبدى الهوى ... أو قال شعرا جارحاً ذبَّاحاَ
حَسْبي من الشعرِ الهدى يا غادة ً... جعلتْ فؤادي بالهوى صدَّاحاَ
بنتَ النَّخيلِ جمالُكم أسَرَ الأنا ... فاثأر شعرا مُرْهَفاً لمَّاحاَ
خلطَ الهداية َبالغواية ِقاصداً ... جعل القريضَ مَراوحاً وسِلاحاً
أَوَ تُنكرينَ عليه طَعنَ من اعتدوْا ... جعلوا زفيرَ المسلمين نُوَّاحاَ ؟
عَبثوا وعاثوا واعتدوا وتطاولوا ... ملئوا بلاد المسلمين جِراحاَ
وتمرَّدوا عن كلِّ حرفٍ في الهدى ... سمُّوا الخيانة َوالفساد َكِفاحاَ
فلتعذريني إن رَميت ُبما رمى ... ذِكرُ الحكيم ِمُنافقا سَفَّاحاَ