إلى اسد الشعر في هضاب الجزائر
علي عبد الله البسامي
هذه ابيات الى شاعر الهضاب بوخالفة عبد القادر تشد عوده ليزيد جوده
***
يا شاعرًا سَكَبَ الشُّعورَ فَبَاحَ ... صَاغَ الكلامَ قلائدًا ورِماحَا
عِبَرٌ تَجلَّتْ في حُروفِ قَريضِكُم ْ... مثل النَّسائمِ تُنعشُ الأرواحَ
حِكَمُ الضَّمائرِ بالسَّدادِ تَوَهَّجَتْ ... فَبَدَتْ قصائدَ تُنشدُ الإصلاحَ
سَقْياً لِشِعْرٍ لامِعٍ ومُجدِّدٍ ... يَرْوِي الشُّعورَ ويَجلبُ الأفراحَ
سيفُ الحقيقةِ والفضيلةِ في الوَرَى ... يَحْمِي الهُدَى ويُقارِعُ الأشباحَ
عَسَلٌ يفيضُ طهارةً وحلاوةً ... فاسْكبْ شُعورَكَ قدِّمِ الأقداحَ
ابنَ الهضابِ أطِلْ قَصيدَكَ مُنشِداً ... كُنْ بُلبلاً فوقَ الرُّبَى صَدَّاحاَ
إنِّي سمعتكَ فاستعدتُ صَبابتي ... ووجدتُني مُتفائلا طَمَّاحاَ
أسْكِتْ بِشِعْرِكَ ناقداً مُتحامِلاً ... يَرمِي الأصالةَ لاغِياً نَبَّاحاَ
اليومَ يُرْهِبُ بالكلامِ تَقِيَّةً ... وغداً يكونُ مُغامِراً سَفَّاحاَ
لا يَقتَفِي دَرْبَ النَّبِيِّ تَعالِياً ... بلْ يَتْبَعُ التُّلْمُودَ والإصْحَاحَ
آهٍ على الضَّادِ الذي يَغْوِي بِه ِ... قدْ كانَ نورًا في الوَرَى فَتَّاحَا
يُلْقِي عَصَى الإبداعِ في سَاحِ النُّهَى ... فَتَرَى الكَلامَ مُشَعْشِعاً لمَّاحاَ
وترى المقالةَ والقصيدةَ رَحْمَةً ... تُشفِي القلوب َوتَطْرُدُ الأترَاحاَ
قُلْ للَّذِي يَلْوِي الحقيقةَ عَائِباً ... مثل الأفاعي لادِغًا فَحَّاحاَ
شعبُ الجزائرِ مسلمٌ لا يَقتَفِي ... مَنْ كَرَّسُوا الأوجاعَ والأقْرَاحَ
لا يُسْتَزَلُّ بِخائنٍ يَقْفُو العِدَى ... يَقْضِي الحياةَ مُشاحِناً ضَبَّاحاَ
***
لَيْثَ الهِضابِ تَفاقَمَتْ عِلَلُ النُّهَى ... فَكُنِ الطَّبيبَ الحاذِقَ الجَرَّاحاَ
سَكَنَ الدُّجَى في الكَاتِبينَ وأظلمتْ ... مُهَجُ الحروفِ فأشعلِ المِصبَاحاَ
وأنِرْ بإبداعِ اليَراعِ جَوانِحاً ... تأوي مُسَيْلَمَةَ العَمَى وَسَجَاحَا
أنشِدْ لِوَجْهِ اللهِ رَائِعَةَ الهُدَى ... لا تَنتَظْرْ مَدْحاً ولا أرْبَاحاَ