موقف من غناء الرّاي
عبد الله ضراب الجزائري
***
إنّ العاقل لينهدُّ كمدا وأسفا من مشهد الشباب الغثاء وهو يحتشد في سفاهة صارخة وغباوة عجيبة لسماع العفن العصري .. غناء
الرّاي .. الذي يلوّث الأسماع ، ويفسد الأذواق ، ويطمس الأخلاق ، غافلا عن الأهداف
الخبيثة والنّوايا الدّنيئة للجهات التي تصنعه وتدعمه ، وهل يشعر المخدَّر بما
يراد به من ضرر ، وبما يحيط به من خطر
يا قوم …. انَّ غناء الرّاي سمٌّ ثقافي
تصنعه المخابر الصّهيونية وتدعمه لتخدير الشباب المسلم وإفساده وإلهائه عن رسالته السّامية
في الأرض .
***
ظهرَ الحمارُ على الرِّواق فحدَّقوا … وثب الحمارُ على البساط فصفَّقُوا
وأتى يجرُّ ذيولَ خزيٍ عارمٍ … يبغي النَّهيق فأجهشوا وتملَّقوا
عِيرٌ تهشُّ لبعضها .. يا للعجبْ … جنس النَّهيق بجنسه مُتعلِّقُ
ها قد بدا في زينةٍ متعاليا … بهراء لغوٍ من خنا يتشدَّقُ
ظنَّ الحقيرُ بأنَّ شأنَه قد علا … فانهال يلغو زاهيا يتحذلقُ
سمَّى الأذى راياً وراح مُعانداً … مُتفحِّشا بوقاحةٍ يتمنطقُ
يهذي بسوءٍ كالنَّجاسة من فمهْ … للسَّمع والذَّوقِ السَّليم يمزِّقُ
أصواتُ كلبٍ ناشزٍ مُتحرِّشٍ … وهديرِ حُمْرٍ للمعالفِ تنهقُ
إن صاح في ردهات ليلٍ ساكنٍ … تلقى الحيِيَّ مُكسَّفا يتعرَّقُ
هذا الذي أسموه فنا ناجحا … في مخبر الفسقِ الموجَّهِ يُخلقُ
يرعاهُ أحفادُ القرود لغاية ٍ… كم أرصدوا المال الحرام وأغدقُوا
كم زوَّروا باسم الحداثة إذ دعوْا … الفُحْشَ فناًّ والبهائمُ صدَّقُوا
كم قلَّبُوا وجه الحقائق عُنوة ً … فالفأرُ ليث ٌ والمُخالفُ يَشرقُ
كم شهَّروا للفاشلين لفحشهمْ … من صلَّبُوا متن الحياء وعلَّقُوا
انظرْ .. فأشرطة ُ النَّهيقِ غزيرة ٌ… للسُّوق والجيلِ المُعوَّقِ تُغرقُ
يا من عشقت الفاسقين وغيِّهم ْ… ها أنت بالقومِ الملعَّن تُلحقُ
لم تنأ عن شرٍّ طغى مُستحلياً … ها أنتَ من دين المكارم تَمرُقُ
هذا الذي قد سوَّدوه مُتوَّجاً … كالبوم في ليل الفضيلة يَنعقُ
نذْلٌ ، سفيهٌ ، تافه ٌ، مُتطفِّلٍ … مثل القُرادة في المعيشة يَعلقُ
ألا اكنسوا صِنفَ القراد من الحمى … إنَّ المكارم بالتَّطفلِ تُمحقُ
وطهِّروا أرضَ الشَّهيد من الخنا … الرَّاي ُفُحشٌ للفضيلة يَسحقُ