أعذار لهروب الأميرة
علي عبد الله البسامي / الجزائر
***
لستُ أدافع عنها لكن فرارها وجيه ومنطقي لان بقاءها في القصر كارثة على وجودها وعلى مستقبلها وعلى ولديها فرب القصر قمّامُ
***
هَياَ هربتْ لأنَّ القصرَ أوهامُ
ومَهزلةٌ
وبَهدلةٌ
وألغامُ
حياةٌ كلُّها دَنَسٌ
وإسْفافٌ
وآثامُ
سَوادُ العُهْرِ يَصبغُهَا
فلم يَسلمْ من القُرْصَانِ أغرابٌ وأرحامُ
هَياَ هربتْ
رأتْ في قصرِها عَجَباَ
كوابيساً مُزعزِعةً
فربُّ القصرِ ضدَّ الأهلِ مِقْدامُ
له في البطش تجربة موثقة والهام
غَدَا وَحْشاً خبيثَ الرُّوحِ لا يُثنيه أعرافٌ وإسلامُ
هَيَا هربتْ
فوَكْرُ العُهْرِ مَفضوحٌ
له في كلِّ ناحية ٍمَوَاخيرٌ وأزلامُ
له من كلِّ عاهرةٍ تدكُّ الطُّهْرَ في وطني
جِباياتٌ
وأولادٌ
وأسقامُ
له في كلِّ منطقة ٍمن الدنيا
عصاباتٌ
وإجرامُ
له في كلِّ مجزرة ٍ
يَدٌ طُولَى
وأموالٌ
وأقدامُ
فَسادُ القصرِ يَشهدُهُ على هذا الورى بَشَرٌ
وبُنيانٌ
وآكَامُ
فَسادُ القصرِ وثَّقهُ لمن يأتي من الأجيالِ إعلامُ
فسادُ القصرِ سَجَّلهُ
بِدَمْعِ العينِ أيتامٌ
وَثكْلَى الذَّبحِ في وطني
ومَنْ جاعوا
ومنْ هَامُوا
فسادُ القصرِ كَرَّسهُ بذاكَ الظلم ظُلَّامُ
لقد بَطَرُوا
لقد كَفَرُوا
وساقوا النَّاسَ في طَيْشٍ إلى البلْوَى
كأنَّ الناَّسَ أغنامُ
فأين الأمةُ المُثْلَى
وأرضُ الذِّكرِ دنَّسها
بِرغمِ الذِّكرِ قمّامُ
فقولوا الحقَّ وانتصروا
عروشُ العُهْرِ أصنامُ