رثاء للمغدورة ليليان
بقلمي
صُعِقَ الفؤادُ مُفجَّعًا يَتَوجَّعُ ... فَجَوَى الصّلابةِ في الفجائعِ يَجْزَعُ
صَدَعَ الأثيرُ بقتلها فتصدَّعتْ ... منَّا الجوانحُ فالمآقي تدمَعُ
يُغني التَّصبُّرُ في المصائب، إنَّما ... عَزَّ التّصبُّرُ فالمصيبة أشنَعُ
ليليانُ تُغدَرُ من قريبٍ ناقمٍ ... وصدى الجريمة للنُّفوسِ يُلوِّعُ
هتكَ الرّصاصُ سلامَها وصفاءَها ... وفؤادَ وَدٍّ بالمكارم يَسطعُ
أترى أحسّت بالمواجع والأسى ... وبكتْ ونادت من يُجيرُ ويمنعُ؟
أترى تبسّم ثغرُها لفراقِها ... قوما قساة بالجهالة رُكِّعُوا؟
أترى اطمأنَّ فؤادُها لمصيرها ... قد كان قلباً في العبادة يَخشعُ؟
أم عاجَلَتها بالمنيَّة طلقةً ... جعلتْ عروقَ فؤادها تتقطَّعُ؟
يا قبرُ ارفقْ بالجمال وبالنَّدى ... وخلالَ برٍّ في الخلائق تُرفعُ
ارفقْ بجسمٍ كالجواهرِ طاهرٍ ... قد كان يُحفظ ُفي الحياة ويُمنعُ
ارفقْ بنفسٍ حرَّة وأبِيَّةٍ ... بالزَّيغِ والشُّبهاتِ لا تتزعزَعُ
ليليانُ سيحي في النّعيم وخيِّمي ... أنتِ الشّهيدة والمكارمُ تنفعُ
واللهُ يرحمُ كلَّ نفس أخبتتْ ... لله في جيلٍ يخون ويخدعُ
حسِبَ الرُّجولةَ في الجَلافةِ والجَفا ... يقسو فيردي الغانياتِ ويقمَعُ