شكراً لطوق الياسمين
وضحكت لي
وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين
الياسمين ياتي به رجل اليك
ظننت أنك تدركين
وجلست في ركن ركين تتمشطين
وتنقطين العطر من قارورة وتدندنين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المخصب جدولا من الحنين
وقصدت دولاب الملابس تقلعين وترتدين
وطلبت مني أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟ أفلي تتجملين!!
ووقفت في دوامة الألوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه هل ترتدين
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين
ياتي به رجل اليك ظننت أنك تدركين
هذا المساء في حانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين وتدمدمين
في أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
بدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك لسواي تتجملين
ولهم ترشين العطر وتقلعين وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الأمين بأخذه
فتمانعين وتقهقين
لاشي يستدعي انحناءك
ذاك طوق الياسمين
شعر لنزار القباني
_________