دَسيسةُ النُّفس
عمر بلقاضي / الجزائر
***
حُلُمُ الفتَى يسمو به في النَّاسِ
أو يَزدريه كهيِّنٍ خَنَّاسِ
ضغطُ الحياةِ يُبيِّنُ الأسرارا
لِدواخلِ الأطهارِ والأنجاسِ
أهلُ النّقاء قلوبُهم لا تقتفي
زيغَ الرُّؤى في منهج الوسواسِ
رامُوا الهُدى حتَّى تجذَّرَ في النُّهى
وتطهّروا من خسَّة الأدناسِ
تاقوا إلى عيش الهنا فتسلَّحوا
بطهارة الإيمان والإحساسِ
نورُ القلوبِ مَطيَّة نحو العُلا
والى جِنان السَّعْدِ والأقداسِ
آمنتُ أنَّ الحُلْمَ يُدرك بالهدى
ما دقَّتِ النَّبضاتُ بالأنفاسِ
فليشعرِ الإنسانُ أنَّ حياتَهُ
تمضي إلى السّكراتِ والأرماسِ
ومصيرُهُ رَهْنُ الفؤادِ وما نَوَى
في عيشةٍ تَكتظُّ بالأركاسِ
رَوْحُ الجوانحِ في الإنابةِ والرِّضَا
يا راغباً في الأنْسِ والأعراسِ
كم فاجرٍ عاشَ الحياةَ مُعذَّباً
بِفجورِه كَمُعَذَّبِ الأحباسِ
ومُعذَّبٍ في العيش يَركنُ للهُدَى
أضحى يُشعُّ كجوهرِ الألماسِ
النَّاسُ في هذا الوجودِ مَعادِنٌ
تحيا النُّفوسُ بِعِرْقِها الدَّسَّاسِ
أدركْ مصيركَ بالهدايةِ والتُّقَى
يا غارقًا في الرَّيْبِ والإفلاسِ
***
هوامش :
الأركاس : النّكسات والخيبات