في لُجَجِ الزّواج
عمر بلقاضي / الجزائر
***
عانَى الفؤادُ من الإعراضِ يا أملي
والصَّدُّ في الحُبِّ قد يُدني من الأجلِ
بَعدَ الهُيامِ تراخى الودُّ وانقطعتْ
أوصالُ حُبٍّ شديدِ الوهْنِ والعِلَلِ
يُمسي الحبيبُ كَسيفًا لا ضياءَ لهُ
يُبدي الصُّدودَ.. وما في الودِّ من خَلَلِ
رغمَ العتابِ يُديم الغيظَ مُعترضًا
عن كلِّ حرفٍ يبثُّ الرُّوحَ في الأملِ
أوّاهُ أوّاهُ إنّ القلبَ إن فَلَتَتْ
منهُ البراءةُ يغدو طينةَ الخَبَلِ
لا يَستحقُّ وِدادَ الصّادقين ولا
يرنو إليه ذَوُو الأخلاقِ والمُثُلِ
حَرُّ المشاعرِ من صِدقِ النُّفوسِ إذا
كانتْ مُطهَّرةً من عِلّة ِالحِيَلِ
رُوحُ الحبيبِ إذا حلَّ العنادُ بها
تغدو مُقبَّحةً ، فالحُسْنُ في الخَجَلِ
فارْدَعْ من انْتفَخَتْ بالهَجْرِ إنَّ لها
عيبًا أطاحَ بها في أسوإ السُّبُلِ
وارْكَلْ تطاوُلَها قبل القِرانِ فلا
يُشْفِي رُعونَتها إلا دَوَا الرَّكَلِ
إن رُمْتَ طائشةً لا عقلَ يُلْجِمُهَا
أمضيتَ كلَّ سنينِ العُمْرِ في الجَدَلِ
تأتيكَ فارغة ًمن كلِّ عاطفةٍ
فالقلبُ مُحْتجَزٌ في النَّتِّ والعَمَلِ
لا تستحي أبدًا من عينِ خالقِها
تبًّا لغاويةٍ تخلو من الوَجَلِ
يا راغباً في زواجٍ غير مُتَّزِنٍ
ليسَ الزَّواجُ مَتاعَ الضَّمِّ والقُبَلِ
إنَّ الزَّواجَ مَصيرٌ لا علاجَ لهُ
إذا تكسَّرَ في الأيَّامِ كالقُلَلِ
فانظرْ بعقلكَ قبل الغوْصِ في لُجَجٍ
وافهمْ جواهِرَ حَرْفِ النُّصْحِ في جُمَلِي