سبيلُ الهدى والهنا
عمر بلقاضي / الجزائر
***
كَمْ في الدُّنَى من ناعِقِ ... بغضًا لدينٍ سامِقِ
إسلامُنا يلقى الأذى ... من كلِّ نذْلٍ فاسِقِ
يسعى ويكدحُ مُعرِضاً ... سعي الشَّقيِّ العالِقِ
إسلامُنا نورُ الهدى ... شمسُ السَّبيل اللاّئِقِ
إنَّ الحياةَ تعاسةٌ ... من غير ذِكرِ الخالِقِ
فالعبدُ من دون الهدى ... يَشقى شقاءَ الغارِقِ
فاسلكْ إذا شئتَ الهَنا ... دربَ الأمينِ الصَّادقِ
دربَ النَّبيِّ محمدٍ ... بمحبَّةٍ وتوافُقِ
انظرْ إلى هذا الورَى ... نظَرَ الأريبِ الواثِقِ
في كلِّ شيءٍ آيةٌ ... تُحْيِي سناءَ الخافِقِ
الذِّكرُ دلَّ على الهدى ... بالشَّمسِ أو بالطَّارقِ
أو كلِّ سَهلٍ مُزهِرٍ ... أو كلِّ طودٍ شاهِقِ
أو كلِّ نهْرٍ غامِرٍ ... أو كلِّ بحرٍ غامِقِ
أو كلِّ غيمٍ في السَّما ... أو كلِّ غيثٍ دافِقِ
أو كلِّ بورٍ قد غدا ... حيًّا بفعلِ الفَالقِ
أو في البهائمِ والهوامِ وذي اللِّسانِ النَّاطقِ
في كلِّ شيءٍ آيةٌ ...يا ذا الفؤادِ الحاذِقِ
فكِّرْ ولا تقفُ العَمَى ... دربَ الجَهولِ الآبِقِ
أيَّامُ عيشكَ حُدِّدتْ ... فاعبدْ إلهكَ واتَّقِ
من غيرِ أنوارِ الهُدى ... تشقى بعيشٍ خانِقِ
الحقُّ يَسطعُ في الورَى ... ما للهدى من عائِقِ
والعبدُ إن رامَ العَمَى ...حطبُ الجحيمِ الحارِقِ
لعْنًا لكلِّ مُعاندٍ ... لعنَ الرَّجيمِ المارِقِ
فَمصيرُهُ في دَهرِهِ ... خِزْي ُالعذابِ المَاحِقِ