وَهْمُ الحضارة
عمر بلقاضي / الجزائر
***
سَكَنَ التَّشاؤُمُ في النُّفوسِ الهائِمهْ
حَذَرًا وذُعْرًا فالمآسي دائِمهْ
حَسِبتْ عُلاهَا في اتِّباعِ ذَوِي الخَنَا
فإذا المَصيرُ مَهانة ٌمُتراكِمهْ
ماذا جَنينَا من تغرُّبِ أمَّةٍ
سارتْ على دربِ الحضارةِ واهِمَهْ؟
تَبِعتْ خُصُوماً في الحياةِ فأفلستْ
باتتْ وظلَّتْ في المفاسدِ عائِمهْ
سوطُ الهوانِ مُسلَّطٌ هل أيقظتْ
أوجاعُه تلك العقول النَّائمهْ
مازالَ فينا من يُضحِّي بِالهُدَى
من أجل أحلامِ الحياةِ النَّاعمهْ
واللهُ يُخزي كلَّ نفسٍ أدبرتْ
سحقا لتلك الغاوياتِ الحالمهْ
خُدِع َالجياع ُالواهمونَ بِجيفَةٍ
فغدوْا وُحوشا بالقلوبِ القاتِمهْ
إنَّ الحضارةَ في الكتابِ سماحةٌ
ليست ضجيجاً من نفوسٍ ظالمهْ
فليرْقُبُوا في الدَّهرِ كلَّ رزيَّةٍ
ولْيَألفُوا موجَ المآسي الدَّاهمهْ
إنَّ العدوَّ يُريدُنا أضحوكةً
كم في حمانا من عقولٍ فاهمهْ؟
أهلُ الثّقافة والسِّياسة قد جَرَوْا
خلف المُخادع كالدَّوابِ السَّائمهْ
لكنَّ ذكرَ الله عنوانُ السَّنا
حتْمًا يُزيلُ الرَّازياتِ القائمهْ
فالنَّصر للإيمان وعدٌ صادقٌ
والغربُ تُرديه المخازي القاصِمهْ
الأمّة الغرَّاءُ يُعليها الهدى
اللهُ بشَّرها بِحُسنِ الخاتِمهْ