حِلْسُ الخيانةِ
بقلم الشاعر عبد الله ضراب الجزائري
***
يا خائناً يَأوِي العدوَّ ويخدَع ُ
فإذا أبى أهلُ المروءَةِ يفزَعُ
ويُغِيظُهُ ما في الرِّجالِ من الإبَا
ويَرُدُّ وصلَ الأكرمينَ ويقطَعُ
إنَّ الجزائرَ قلعةُ العزِّ الذِي
رغمَ الأذى والضرِّ لا يَتزَعْزَعُ
طُوبى لأبناءِ الجزائرِ أنّهمْ
أهلُ المَكارِمِ والمكارمُ ترفَعُ
فلْينطَحِ الأسوارَ وَغْدٌ أحمقٌ
عن بيعِهِ الإسلامَ لا يَتورَّعُ
تبًّا لِحِلسٍ للخيانة والعَمَى
أضحى يُجِلُّ الغاصبينَ ويَخنَعُ
رَفَسَ المبادئَ والعقيدةَ والهُدَى
وغَدَا يُسبِّحُ لِ لْ يَ هُ و دِ ويَركُعُ
لم يَعلمِ المغرورُ أنّ غُرورَهُ
في المُهلكاتِ من المَزالقِ يُوقِعُ
يا من تعانِدُ بالعمى ربَّ الوَرَى
ما في النَّجاةِ من الخسارةِ مَطمَعُ
إنَّ السَّفيهَ إذا تجاوزَ حدَّهُ
تُرديهِ أقدارُ العزيزِ ويُقمَعُ
أوَمَا علِمتَ بكلِّ فرعونٍ طَغَى
كيفَ استبدَّ به العذابُ الأفظَعُ
كيف انتهى في الدَّهرِ مثل قُلامَةٍ
فالله يُخزي المُفسدينَ ويَردَعُ
الخزيُ آتٍ والمنيَّةُ غايةٌ
فلْتُسْرِفُوا في الغَيِّ ولتتمَتَّعُوا
فغدًا ترونَ الموتَ يَهجُمُ بَغتةً
وترونَ أنَّ ثراءكمْ لا ينفَعُ
ذو العقلِ يسعى للهُدَى قبلَ الرَّدَى
وأخو الجهالةِ غافلٌ يَتنطَّعُ
ظنَّ السّفِيهُ بأنَّهُ في مَأمَنٍ
لمّا يُوالي الغاصبينَ ويخضَعُ
لم يدْرِ أنَّ الخِزيَ يَهدمُ عَرشَهُ
عرشُ الخيانةِ والخَنَا يَتصَدَّعُ