عِبَرُ الزَّمان
عمر بلقاضي / الجزائر
***
عِبَرُ الزَّمانِ تُقَوِّمُ الألْبابَا
وتُؤدِّبُ المُتغافلَ المُرْتابَا
مَرْحَى لِضُرٍّ يَعتريكَ مُربِيًا
ويُبيِّنُ الأعداءَ والأحبابَا
شاهَتْ قلوبٌ لا تميلُ إلى هُدَى
لا تفهمُ الأوجاعَ والأوْصابَا
قامَتْ على الأهواءِ غيرُ بَصيرَةٍ
والمُهلكاتُ تُحطِّمُ الإعْجابَا
إنَّ المصائبَ في الزَّمانِ مدارسٌ
تهدي الرؤى وتُلمِّعُ الأحْسابَا
ذاكُمْ لمن عَقَلَ المواجعَ وانْتقَى
منها الهُدَى والرُّشدَ والآدابَا
كم جاهلٍ في النَّاسِ غيرِ مُوفَّقٍ
حسِبَ العَنَا في عَيشِهِ إرهابَا
يَقضي المعيشةَ في الهواجسِ هائِماً
لا يعرفُ التّقديرَ والأسبابَا
إنَّ التَّذمُّرَ عند كلِّ مُصيبةٍ
جهلٌ يزيدُ الهمَّ والأعطابَا
والصَّبرُ للهِ المُهَيمِنِ حِكمَةٌ
كُبرى تُريحُ وتفتحُ الأبوابَا
كلُّ الحوادثِ في الوَرَى مَكتوبةٌ
سبَقتْ حياةَ الرُّوحِ والأصْلابَا
واللهُ أرحَمُ بالعبادِ يَسوقُهمْ
نحو الفلاحِ يُذلِّلُ الأعتابَا
خُلُقُ التَّذمُّرِ في الوَرَى يَلْوِي العُرَى
ويُسبِّبُ التَّيْئِيسَ والإغْضَاباَ
لا تيأسنَّ إذا رأيتَ بني الهُدَى
لَبِسُوا المذلَّة والخَنَا جِلْبابَا
وغَدَوْا لجيشِ الغاصبينَ رَكائِباً
وغَدَوْا لأعداءِ الهُدَى أذنابَا
اللهُ يُخزي المُفسدينَ إذا طَغَوْا
ويُدمِّرُ ا ل صّ هْ يُ و نَ والأعْرَابَا