سلام على الدنيا
عمر بلقاضي / الجزائر
***
سلامٌ على الدُّنيا فإنَّ صُروفَها
رُعودٌ من البلوى فتعصفُ بالأملْ
أنِينٌ وأوجاعٌ ونكسةُ عاشقٍ
وأحزانُ مفجوعٍ بنازلةِ الأجلْ
وبَيْنٌ وترحالٌ ووحشةُ غُربةٍ
وهمٌّ يُصيبُ القلبَ بالضُّرِّ والوجلْ
ضحايا النَّوى والبَيْنِ في الدَّهر أعْلنُوا:
ألا مِنْ عناءِ البُعدِ والشَّوقِ ما قتلْ
فكمْ في فِجاجِ الأرضِ من رَبْعِ أُلفَةٍ
تمادتْ به الأرزاءُ فانفكَّ وارتحلْ
فتلكم طيورُ البومِ تسكنُ أرضَهُ
وذاكمْ غرابُ الشُّؤمِ ينعقُ في الطَّلَلْ
تهاوتْ بيوتُ العزِّ وانْهدَّ عِزُّها
فكم في ذوي الأنكادِ من غُصَّ واحْتمَلْ
وكم مِن رهيفِ الحسِّ طار صوابُه
فلم يفهمِ المطعونُ في العُمْق ما حصَلْ
ألا إنّ بَغْيَ الأهلِ أنكى رزيَّةٍ
تؤدِّي إلى الأوهامِ والرَّيبِ والخَبَلْ
فراقٌ وأحزانٌ وضنكُ معيشةٍ
أصابت بني الإسلام باليأسِ والعِلَلْ
فتلكم علاماتُ التَّعاسةِ في الحِمَى
وتلكمْ دموعُ البُؤسِ والغيظ ِفي المُقَلْ
نَسِينا عهودَ الله واللهُ شاهدٌ
فطاشتْ بنا الأهواءُ في الزَّيغِ والسُّبُلْ
وهِمْنا بِلا وعْيٍ وراءَ عدوِّناَ
بَعيداً عن الإيمانِ والذِّكرِ والمُثُلْ
فصِرنا كمِثلِ السِّقْطِ هَوْناً وخِسَّةً
نُعاني منَ الإعناتِ والذُّلِّ في المِلَلْ
ألا إنَّ أمرَ النَّاسِ للهِ راجعٌ
سَيلْقَى سَقيمُ الدِّينِ في البَعْثِ ما عَمِلْ
فلا ينفعُ الغدَّارَ في الدَّهرِ غَدرُهُ
ولا ينفعُ المحتالَ ما صاغَ مِن حِيَلْ