أنا الضَّاد
عمر بلقاضي / الجزائر
***
ألاَ لا يُنالُ المجدُ فوقَ رُفاتِي
فهلْ قاوَمَ التَّغريبَ أهلُ ثَباتِ
أنا مَنبعُ الحرفِ النَّقيِّ إذا سَمَا
أنا قمَّةُ الإمتاعِ بالنَّغماتِ
أنا مَنهلٌ للدُّرِّ والنُّورِ والهُدَى
أنا جوهرٌ ينسابُ في الكَلماتِ
ألا فاسألِ الآثارَ عن كلِّ حِكمةٍ
تَراءتْ لأهلِ العقلِ في الخَلواتِ
فليستْ حروفُ الضَّادِ لهجةَ ناطقٍ
ولكنَّها في الدَّهرِ أمُّ لُغاتِ
بِهَا فجَّرَ القرآنُ نبْعَ مَعارفٍ
وأشواقَ أهلِ القُرْبِ في الصَّلواتِ
بِهَا أبدعَ الأجدادُ في كلِّ صَنعةٍ
أناروا علومَ الكونِ في الظُّلماتِ
بِها سادَ أهلُ العزْمِ حينَ تَمسَّكُوا
بِحرفٍ حباهُ الله خيرَ صِفاتِ
وهُنَّا لأنَّ الضَّادَ صار مُغيَّباً
يُعاني من التَّضيِيقِ والطَّعناتِ
لقد دمَّرَ الأذيالُ عزَّ عُروبةٍ
أطاحوا بشأن الضَّادِ في الغَفَلاتِ
فأضحي لسانُ العُرْبِ وَصمةَ ذِلَّةٍ
تَلاشَى مع الأيامِ بالخطواتِ
حُروفُ الهدى والعلمِ تُرصَدُ للهوى
لأشعارِ غيِّ الطَّيشِ والنَّزواتِ
وهل يحفظُ الأقدارَ شعبُ تَدابرٍ
غدا في بلاد الله رمزَ شَتاتِ