رسالة الشِّعر
عمر بلقاضي / الجزائر
***
جمالُ الشِّعرِ يأتي كالورودِ
ويأتي كالعواصفِ والرُّعودِ
فيهدي للمكارمِ والسَّجايا
ويُغري بالغوايةِ والصُّدودِ
وقد أضحى غَريقًا في الدَّنايا
بِتزيينِ التَّعلُّق بالقُدودِ
***
أناضلُ كي يعودَ الشِّعرُ نوراً
كما قد كان في زمَنِ الأُسودِ
فإنَّ الشِّعرَ دنَّسهُ انْسلاخٌ
من الإيمان في فِتَنِ الجُحودِ
ألا ليسَ القريضُ بريدَ عِشقٍ
بأوصافِ الرَّوادفِ والخُدودِ
ولكنَّ القريضَ مُثيرُ وَعْيٍ
كأسرارِ الطَّبيعةِ في الوُجودِ
غيابُ الحقِّ من هَدَفِ القَوافِي
هَوَى بالشِّعرِ في حُفَرِ الرُّكودِ
فأضحى كالمخدِّرِ للنَّوايا
يقودُ الغافلينَ إلى الشُّرودِ
ألا تبًّا لشعرٍ في المَآسِي
يَميلُ إلى التَّغزُّلِ والقُعودِ
ولم يعبأ ْبطوفانِ المنايا
على أيدي الذَّوائبِ و ا ل يَ هُ و دِ
إذا حاد َالقريضُ عن المَعَالي
يُكَدَّرُ بالتَّفاهة ِوالجُمُودِ
ويُدفَنُ في السَّفاسِفِ والمَخازِي
بأمراضِ التَّخاذُلِ والكُنودِ
فإنَّ الشِّعرَ في لُجَجِ الرَّزايا
أداةٌ للكرامةِ والصُّمودِ
يُثيرُ كوامنَ الألبابِ حتَّى
تُكلَّلَ بالإرادةِ والجُهودِ
فشِعرُ الحقِّ نورٌ بالمعاني
وصَفٌّ للحمايةِ كالجُنودِ
***
فسَقيًا للقصيدِ إذا تجَلَّى
جِوارَ الخافقاتِ من البُنودِ
يَحثُّ على الهُدى والحقِّ جَبْرًا
لِمَا كَسرَ البُغاةُ من العُهودِ