حَذَرُ التَّغافلِ في المَشيبِ
***
عَجَباً لِشيخٍ في دُنُوِّ رَحيلِهِ
مازالَ يَلْهُو في الحياةِ ويلعبُ
أوَمَا تَيقَّنَ بالمصيرِ فُؤادُهُ؟
فالموتُ حقٌّ ، أين أين المَهْربُ ؟
لونُ المَشيبِ نَذيرُ رُزْءٍ مُوشِكٍ
يا مَن تَميلُ إلى الذُّنوبِ وتُذنِبُ
مَرَّ الشَّبابُ بِطَيشِهِ وضُغُوطِهِ
فَبِمَ الجَوانِحُ في مَشيبِكَ تُغلَبُ؟
انظرْ إلى قُرْبِ المَنِيَّةِ والرَّدَى
فقِواكَ تَضْمُرُ من بُناكَ وتَنضُبُ
وغَداً غداً تأوي إلى دارِ الشَّقَا
فالقبرُ يا أعْمَى البَصيرةِ مُرْعِبُ
تَتوسَّدُ الأحجارَ في جَوفِ الثَّرَى
والدُّودُ يأتي في جَواكَ ويَذهَبُ
شَهواتُ نَفسِكَ في مَماتِكَ عَلْقمٌ
وأَنَاكَ يُنسَى بالشَّقاوةِ يُسْلَبُ
بادِرْ إلى سُفُنِ الإنابةِ رَاجِياً
غُفرانَ ربِّكَ فالإنابَةُ أنسَبُ
واحْذرْ هَوَى التَّسويفِ إنَّكَ راحلٌ
ودَعِ العنادَ فإنَّ ربَّك يَغضَبُ
يا أيها المسكونُ بالدُّنيا التي
تَعْمِي البَصيرَةَ إنَّ رُوحكَ أرْحَبُ
فإذا كَلِفتَ بِشهوةٍ مَنقوصَةٍ
اعلمْ بأنَّ جِنانَ ربِّكَ أطيبُ
لا تَخْسِرِ الآمالَ في بُؤَرِ الهَوَى
حَذَرُ التَّغافُلِ في مَشيبِكَ أوْجَبُ
***
بقلم الشاعر عمر بلقاضي / الجزائر