نساءُ عصرنا
بحر الكامل
عمر بلقاضي / الجزائر
***
خرجَ النساءُ من الحُصونِ إلى الهَوَى
فَترَى لَهنَّ على الدُّروبِ صَهيلَا
وتنكّبت ْبأذى الخيانة أسرةٌ
والنّسلُ صارَ مُسيَّبا وعليلَا
زوجُ الحلالِ تُهِينُه وتُدينُه
ومعَ الغريبِ تُنوِّعُ التَّقبيلَا
والطِّفْلُ يُهمَلُ في القُماطِ تشاغلا
أم تجرِّع طِفلَها التَّنكيلا
أمٌ تبيعُ صِغارَها بخُروجِها
وتقدِّم التّبريرَ والتَّعلِيلاَ
ضاعتْ بُيوتٌ في ضَيَاعِ نِسائِها
شِعْرِي صريحٌ يرفضُ التّأويلَا
فإذا أردتَ تأكُّداً من صَرْخَتي
فامْكُثْ على بابِ القِطارِ قَلِيلا
سَترَى النِّساءَ مُشمِّراتٍ في العَمَى
سَعيٌ حثيثٌ يُشْبِهُ التَّمثِيلاَ
في البَرْدِ أو في الحَرِّ جرَّتْ طِفلَها
ليظلَّ في سِجْنِ الدَّوامِ نَزِيلاَ
اللَّمسُ يَطغى في الزِّحامِ تَعمُّداً
فترَى الحياءَ مُدنَّساً وقَتِيلاَ
أينَ الحنانُ وأين أنوارُ الهُدَى؟
الوَضْعُ فاقَ الفَهْمَ والتَّحْلِيلَا
لا تَنتَظرْ رُشْداً من الجيلِ الذي
تَرَكَ الهُدَى والحقَّ والتَّنزِيلاَ
وغَدَا وَرَاءَ الكافرينَ مُجَرْجَراً
ويُمارسُ التَّنفيرَ والتَّضْلِيلاَ
عمر بلقاضي/ الجزائر