حقيقة الحرِّية
بحر الكامل
عمر بلقاضي / الجزائر
***
الحرِّية الحقيقية أن تتخلّص من جمود عقلك وعيوب نفسك وتحلِّق عاليا في الإيمان والتّقوى والإحسان
***
رَاقِبْ نُمُوَّ الثَّمْرِ في الأغصانِ
وتَنَاغُمِ الأشكالِ والألوانِ
رَاقبْ جمالَ الشَّمسِ عند بُزُوغِهَا
بِشُعاعِها المُتوَرِّدِ الفتَّانِ
رَاقِبْ بَهاءَ الزَّهْرِ أو قَطْرِ النَّدَى
يَزْهُو على الهَضَباتِ والوِدْيانِ
رَاقبْ ورَاقبْ فالرُّبوعُ مَسارِحٌ
تُبْدِي بَديعَ الخَلْقِ والإتقانِ
حُجَجُ العَقيدةِ في الوُجودِ كَثيرَةٌ
تَدْعُو القُلوبَ إلى هُدَى الرَّحمنِ
لَكنَّ طَيْشًا قد تَجَذَّرَ في الرُّؤَى
غَرَسَ الجَهالة َفي بني الإنسانِ
أين التَّفكُّرُ؟ فالعُقولُ طَلِيقَةٌ
لِتُحَرَّرَ الدُّنيا من الكُفرَانِ
حُرِّيةُ الإنسانِ عَقلٌ راشِدٌ
يَعْلُو على الرَّغَباتِ والأدْرانِ
حُرِّيةُ الإنسانِ فَهْمٌ للوَرَى
يَسْمُو بِهِمَّتِهِ إلى الإيمانِ
حُرِّيةُ الإنسانِ طُهْرٌ بَاطِنٌ
يَحْمِي جَوارِحَنا منَ العِصْيانِ
ليسَ التَّحَرُّرُ أن تَكونَ مُسَخَّرًا
لِهَواجِسِ الأهواءِ والشَّيْطانِ
إنَّ التَّحَرُّرَ بالهدايةِ والتُّقَى
يا رَاغِبًا فِي عِزَّةِ الإحْسَانِ
عمر بلقاضي / الجزائر