الهجرةُ إلى الضَّياع
عمر بلقاضي / الجزائر
الى الذين هاجروا الى بلاد الكفر من اجل طمع المعيشة فضيّعوا نسلهم
***
وَقَفتُ أرقُبُ ما في الدّهر من لَمَمِ
أستلهمُ الدَّربَ من روحي ومن قِيَمِي
أرنو إلى البُعْدِ حيثُ الغيمُ يَحجُبُهُ
وحيثُ تنفجرُ الأمواجُ بالألمِ
مِرآةُ واقعنا تبدو مُعكَّرةً
بل إنّها كُسرتْ في واهنِ الهِمَمِ
ما عاد شاطئُنا يُبدي الأمانَ لنا
هُدَّتْ ستائرُه بالغاربِ العَرِمِ
فالعزُّ مُنحدرٌ والعيشُ مُنكدِرٌ
والعقلُ يَخبطُ في الأوهامِ والظُّلَمِ
قد هانتِ الرُّوحُ وانْبتَّتْ مُسَيَّبةً
ترنو إلى الكفرِ بل تصبو إلى العَدَمِ
ترجو النَّعيم على أرضٍ مُدنَّسة ٍ
وتصنعُ الفقرَ في أرضٍ من النِّعَمِ
الغربُ دجَّنَ جيلاً لا إباءَ له
جيلا تخلّى عن الأخلاق والحِكَمِ
يشقى ويَهلكُ في وهْمٍ وفي طمَعٍ
يهوى الإقامةَ تحتَ النّعلِ والقدَمِ
تبًّا لجيلٍ مَهينٍ خائبٍ وَهِنٍ
قد ضيّعَ العزَّ بين الأهلِ والأمَمِ
بل ضيَّعَ النَّسل أضحى لا أصولَ لهُ
الكفر فاز به والويل للرّحمِ
ربَّاه قد رَهَنوا الأولادَ في طمَعٍ
قد قدّموهم قرابيناً إلى الصَّنَمِ
الغربُ يحرمُكم من نسْلِكم علَناً
عودوا إلى وطَنِ الإيمانِ والقيَمِ
***
بحر البسيط
عمر بلقاضي الجزائر