عودي إلى هدى الرسول صلى الله عليه وسلم
عمر بلقاضي / الجزائر
أبيات إلى امّة الإسلام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
***
عَجِبتُ من أمَّةٍ تشكو منَ الظُّلَمِ
في حَضْرةِ النُّورِ والإيمانِ والقِيَمِ
نَأَتْ بجانبها عن دينِ خالِقها
وقابلَتهُ بشُؤْمِ الصَّدِّ والصّممِ
لها رسولٌ كمثلِ الشّمسِ دعوتُهُ
آتى يبثُّ سناء الرّوحِ في الأممِ
محمّدٌ منبعُ الأنوارِ باعثُها
سرُّ الوجودِ ورمزُ الحقِّ من قِدَمِ
محمّدٌ حُجَّة الرّحمن في خُلُقٍ
كونٌ من الطُّهْرِ والإيمانِ والحِكَمِ
محمّدٌ علَّمَ الإنسانَ طِيبَتَهُ
به تسامتْ قلوبُ النَّاسِ للشِّيَمِ
أتى وأمَّتنا قفرٌ تعاورَها
قحْطُ الجهالةِ والإخباتِ للصَّنمِ
فحرَّكَ العقلَ بالآياتِ وجَّهَهُ
نحو التَّفكُّرِ في الأكوانِ والسُّدُمِ
كي يعرفَ اللهَ بالإحساسِ مَعرفةً
تُحرِّرُ الرُّوحَ من غيٍّ ومن غَشَمِ
ويبعثَ البِرَّ في أغوارِ أفئِدةٍ
صمَّاءَ تخلو من الإحسانِ والكَرَمِ
بِهِ تآلفَ أجلافٌ ذَوُو دَغَلٍ
صارتْ وَشائِجُهمْ أقوى من الرَّحِمِ
بهِ تمدَّنَ شعبٌ طائشٌ نَزِقٌ
ضاعتْ كرامتُه في هُوَّةِ النِّقمِ
فأسألْ حضارةَ بغدادٍ وأندلسٍ
عن طَفْرة العلمِ والإبداعِ في النُّظُمِ
بالذِّكرِ والعلمِ قد أعْلَتْ ركائزَها
فنالتِ السَّبْقَ ، حازتْ عِزَّةَ القِمَمِ
لكنَّها نَكَلَتْ عن نهجِ باعِثِها
فثبَّطَ الغَيُّ ما في الرُّوحِ من هِمَمِ
ضاعتْ مفاخِرُها وانْدكَّ جانِبُها
وهدَّها الزَّيغُ كالآفاتِ والوَرَمِ
يا أمَّةً صُرِفتْ عن نهج رائِدِها
عودي إلى النّورِ من غيٍّ ومن ظُلَمِ
عودي إلى سيِّد ِالأكوانِ واثقةً
هُدَى الرَّسولِ يَبثُّ الرُّوحَ في الرِّمَمِ
عمر بلقاضي / الجزائر