( يابني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخره او في السموات او في الارض يأت بها ان
الله لطيف خبير* يابني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من
عزم الامور* ولا تصغر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا ان الله لايحب كل مختالٍ فخور*
واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير*)
صدق الله العظيم
هكذا اوجزت لنا هذه الايه الكريمه محتواها النقي المستخلص من الحكمة الذكيه والمخاطبه
للشخص الثالث الا وهو انتي ايتها الام نعم ان الله يبين لكي تلك الوصايا التي يجب الاخذ بها بعين
الاعتبار وعدم التهاون بها من بعد العباده لله سبحانه وتعالى فبدا انه اامر بالمعروف وانه عن المنكر اي نه يستوجب
اول ما يبدىء مع الطفل تفريق الحق والباطل لكي يتجسد اساسه من جذره فاي شيء خطا مهما
كان حجمه والعكس صحيح تعمل على تغيير نهج الطفل مستقبلا.. وناتي الى الصبر هذه البذره
التي يجب ان تزرعيها هيا ايضا بطفلك
لكي تزهو به عند الكبر وتكون مفتاحه لطرق النجاح والتاين بعلاقاته الاجتماعيه فمفتاح اليسر هو الصبر
وهنا ناتي لقمة الابداع وحسن الخلق التواضع نعم انه التواضع كم جميل ان هذا الملاك الصغير
الذي تحففه البراءه من كل جانب ان يكون تاجه التواضع فبه ستعكسين صورة دينك وحسن تربيتك
امام الناس والعمل على قتل روح المكابره والمفاخره التي يعمل مدرسهُ الوساوسي بتعليمه اياه
وعدم اعطائه الفرصه للتعرض له
واشار الله ايضا بهذه الايه الى تعليمه كيف ان يكون مشيه معتدلا لا سريعا ولا بطيئا وبتاني وعدم
اظهار الصوت عند احتكاك نعليه بالارض فهذه عادة المشركين وكما يجب ان يكون صوته هادئا
مفهوما لكي تغطي على قلبه الطمانينه
فبخلال هذه المخاطبه بين لقمان عليه السلام وابنه رص الله عز وجل الاسس التي يجب ان يبنى
عليها الانسان المسلم فبذلك يكون كالماسه تتلالاء بين الخلق وهذا ماخص الله بيه لامة دينه
واحب ان يتفاخر بها لامة حبيبة رسول الله عليه افضل الصلاة والتسليم على باقي الامم
الان ناتي الى الدروس المستوحات من سنة نبينا رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه ونهج ال
بيته عليهم السلام وصحابته رضوان الله عليهم ومن الاولياء والتابعين اليه باحسان التي عمدت
على استخلاصها لكي بصوره مبسطه عسى الله ان اوفق بايصلها يارب وسنبدا بما يحتاجه الطفل
من والديه
يحتاج الطفل -في هذه السِّن - إلى عدة أمور:
أولاً: القدوة الحسنة من الوالدين, فهو عمر حساس لالتقاط أي حالة سلبيّة، من التناقض بين
الأقوال والأفعال.
مثال:
هنالك أباء يعملون على منع الأطفال من القول السيئ منعا باتا ولكن تجدهم ما إن يمرا بأمور
أو ظروف عائليه إلا وان وقعت الشتائم أمام الأطفال فهنا تتناقض عقلية الطفل بتناقض تصرف الإباء
وهذا يترتب عليه أمور سلبية كبيرة لا يعلم الأهل نتائجها وتتلخص في
ا-ستتضح فكره سلبية للطفل اتجاه أبويه بأنهم يلعبون الدور الأفضل أمامه فقط مع أنهم عكس ذلك
واقعا وبذلك سيتوقع انه أمر صحيح وبمنعهم إياه من هذا التصرف بأنهم يكرهوه أو يستهزئون به
ب-عدم احترام أي نصح أو أمر
ج- حاله نفسيه سيئة للطفل وذلك مما يؤثر على نصف عقله الودي والخروج بأمراض نفسيه
واختجاليه مستقبلا
ثانياً:
الصداقة مع الأم خاصة باعتبارها الطابع الحنون بالبيت ؛ ولذلك يجب ألا تفرض الأم على
الطفل ما تريد ، ولكن توجّهه وترشده، وتحاول إقناعه، محاولة أن تحبب له الأمور لكي تنبني له
صور محببة عن أي واجب يؤمر به ، سواء ما يتعلق بـدراسته، أو ملابسه، أو برنامجه، أو صداقاته
وعلاقاته، أو حتى بالأخطاء التي يمكن أن يقع بها الطفل في هذه المرحلة.
لابدّ من التعامل معه بيقظة، ووعي، وحساسية، ومحاولة الإقناع، وليس محاولة فرض الرّأي.
وإياكم استصغاره وأهانته أمام ألعائله أو أصدقائه فهذا جم الخطأ وإنما انصحوه بتفرد وكما قال
الرسول صلوات الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ( النصيحة أمام الطليعة فضيحة ) وسيعتبرها
محاوله لاستنقاص وزنه العائلي
ثالثاً:
الاعتراف للطفل من خلال:
- الثناء على شخصيته، وعلى إنجازاته، وعلى الجوانب الطيّبة عنده.
- احترام خصوصيّاته، وشخصيّته والعمل على بنائه لكي يكون ذو شخصيه مرصوصة بكبره.
- احترام ما يتعلق بأموره الخاصة.
رابعاً:
المراقبة الذكيّة الحذرة، خصوصًا حينما تلاحظ الأم تغيّر سلوك الطفل؛ من فتاة أو ولد , أو تغيّر
نوع الأصدقاء التي يقيمون العلاقة معهم العلاقات،
لأن العلاقات والصداقات يمكن أنْ تصنع أشياء كثيرة جداً في غفلة الأسرة.
خامساً:
معالجة الأخطاء التي يقع فيها الطفل بحكمة ولباقة، وعدم التحقير، أو التقريع المستمر، أو
القسوة المفرطة فانت بعملك هذه تعق ولديك وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(لعن الله من عق ولديه ليعقهما).
بعض الأطفال -في هذه السن- قد يقع في مشكلة معيّنة وخاصة الأولاد منهم.
مثلاً:
مشكلة التّدخين، وهذه ظاهرة عالمية.
فقد كشفت أكبر دراسة أُجريت على المدخنين في العالم بأن الأولاد الذين يتراوح أعمارهم مابين
6___10 سنوات اليوم يتعاطون التبغ، بمعدلات أعلى مما كان عليه الأمر سابقاً.
جاء ذلك نتيجة دراسة مشتركة، شملت أكثر من مليون طفل، في أكثر من مئة وخمسين بلدًا في
العالم.
لذلك يجب على الآباء المدخنين التحذر من هذا الشيء فالطفل لا يفهم انه شيء مظر بل سوف
ينظر للمسألة بأنها إثبات لشخصيته ، قد لا يكون هدفاً بذاته، لكنّ الطفل، حينما يتعمله؛ فهو يريد
أنْ يتمرّد على تقاليد الأسرة، أو أنْ يثبت شخصيّته، أو أنْ يقلّد غيره.
لأنّ الفتاة -في هذه المرحلة- أو الفتى، لا يدركان ما ينفع وما يضر، وقد لا يحسنان التصرف، وقد
توجد لديهما الرغبة الجانحة الجامحة، في اكتشاف العالم من حولهما، دون وصاية أو رقابة من أحد.
كما إنّ الشورى؛ تشعر الطفل بمكانته، وتدربّه على التعقّل، ورؤية المصالح المستقبليّة، وتقديم
شيء على شيء، وترك شيء؛ لأنّ هناك ما هو أولى وأفضل منه.
إنها مدرسة مهمة جداً في الحياة: الشّورى.
يقول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ )[آل عمران:159].
فالتقطي -أيّتها الأمّ- من هذه الآية الكريمة أمرين:
1-
اللّين والرّفق، وعدم القسوة، أو العنف، أو الغِلظة في معاملة الاطفال، خصوصًا في مرحلة المقبله
على المراهقه.
2- أنّ بعض الأسر التي تتمتّع بهدوء ولُطف في معاملة الأولاد والبنات ـ أولادُهم وبناتهم أكثرُ
استقامةً والتزامًا، وأبعدُ عن الانحراف.
بينما الأُسر التي تقوم على القسوة والشّدّة، وعلى فرض الرّأي والإرادة؛ فإنّ الأولاد والبنات يجدون
مندوحة ومهربًا خفيًّا، ويمارسون أشياء بعيداً عن عيون الآباء والأمّهات.
ودمتم بحفظ الرحمن