ورطةُ الإخوان المسلمين
عبد الله ضراب / الجزائر
الاخوان المسلمون عجنوها مع اوباما فشاطت لهم مع ترامب ، والقصيدة تصور المأساة
***
أسَفِي على الإخوان غاصوا في البَلَا ... خسروا السّلامة والكرامة والعُلَا
أَمِنُوا عدوًّا حاقدا فرمى بهمْ ... إخوانَهمْ .. صنَعَ الرَّدَى وتنَصَّلَ
فإذا بأوطانِ العروبة تلتهِبْ ... سَكَنَ الدَّمارُ ديارها وتغلغلَ
وتهافتتْ كلُّ الرؤوسِ وأصبحتْ ... أرضُ العروبةِ بالِّدما مُتوحِّلَهْ
كَسبَ العدوُّ رِهانَهُ وتقهقرتْ ... أحلامُ من رامَ العُلَا وتَعَجَّلَ
كان الأمانُ مُعانقا كلَّ الحمى ... فغزاهُ بَطشُ ربيعِهم فتحوَّلَ
وغدا الرّبيعُ جرائمًا ومجازرَا ... وتعاظم الرُّزْءُ المُسلَّطُ والبَلَا
وتقهقرَ الإخوانُ بعد وصولهمْ ... ذاقوا المرارة والمذلَّة والجَلَا
خرجتْ أفاعي الكافرين للدغهمْ ... وتحالفت تلك الذيولُ مُجَلْجِلهْ
وتنمَّرَ السِّيسِيُّ أظهر نابَه ُ... دَهَنَ الذيولُ جُيوبَهُ فتغوَّلَ
ها قد أطاح بحُلمِهمْ ورئيسهم ْ... وَارَاهُ في عُمْقِ التُرابِ مُكَبّلا
***
إخوانُنا ركبوا القلاقلَ كي يروْا ... حُلما قديمًا قد غَفَا وتآكلَ
نَهَجُوا التَّآمرَ والعمالةَ والرَّدى ... لكنَّ وَجْهَ الأوصياءِ تبدَّلَ
ذهبتْ وعودٌ من أُبَامَا أطْمَعَتْ ... وأتى تُرُمْبُ مُناوئاً ومُنكِّلا
أسفي على من بِيعَ في صفقاتهمْ ... كمْ من بريءٍ في الشَّوارعِ سُحِّلَ
كم باسلٍ كم طاهرٍ كم عالمٍ ... رفضَ العمالة َوالغباءَ فقُنبِلَ
أسفي على أتباعهمْ وخصومهمْ ... الكلُّ أُقْحِمَ في الصِّراعِ فزُلزِلَ
وجَنَى الصَّهاينةُ اللِّئامُ غَرَاسهمْ ... نَصْرًا جليًّا في الدَّمارِ تمَثَّلَ
فشعوبُنا وديارُنا عَصَفتْ بها ... تلك الأماني في المدائنِ والخَلا
فتَرى الفتاةَ وقد أبيدَ حُماتُها ... تسعى على دربِ الشَّقا مُتسوِّلهْ
وترى هُدَى ربِّ الوجود مُشوَّها ً... أزْرَى به شيخُ الهوى مُتحايِلَا
***
عَجَباً لنُخْبَةِ أمَّةٍ ترْجُو الهدى ... كيفَ اسْتُزِلُّوا فانْتَحَوْا دَرْبَ البَلاَ
فتورَّطوا رُغمَ المعارفِ ورْطةً ... عصفتْ بهمْ وبأمّة مُتسفِّلَهْ
يا ليتَ فكرَهم الذي سفكَ الدِّمَا ... حسبَ الحسابَ لطيشه وتمهَّلَ
يا ليتَ شيخَهم الذي طمَسَ الهدى ... حسبَ الحسابَ لدينه وتعقَّلَ