ذات يوم التقى الأمل والذكريات واليأس والسعادة . ودار هذا الحديث بينهم :
قال الأمل : قد كنت يوماً شمس الحياة يحملني النسيم لكل مكان أشدوا في آذان الناس أجمل الألحان واليوم أصبحت كلمة تنقلها الأفواه دون معنى .
وسكت فتحدثت الذكريات لتقول : أنا ماض لا يعود من حياة البشر وقد أصبحت مقيدة في خطوط القلم يصفعني الشوق والألم فأين أنا ؟ وأغلقت عيناها لتنحدر دمعة على وجنتها .
فقال اليأس : في الحياة أسرار وأعظم أسرارها أنا ، كم خلفت ورائي من عيون أتعبها البكاء وأشواق قطعتها ليحل محلها الجفاء ، لا تحسبوني مذنبة ، فهكذا طبع الإنسان يشتكي من دون أن يفكر ، ويبكي من دون أن يخبر وهو يعلم أن بيده أن يستمتع بالدنيا ، ويستغني عني .
وحينما سكت اليأس ، تطلع الجميع إلى السعادة التي كانت تقف بعيداً عنهم فأخذوا ينظرون إليها ببرود إلى أن قالت : أنا حلم يعانق الأجفان وخيال يعيش في عنق الأذهان ، أنا مفتاح الدنيا ولن يعثر علي إلاّ ذوو القلوب الصافية ، وأنا قريبة من اليأس لأزيحه عن صاحبه وأكون في عمق الذكريات لأضفي عليها شيئاً من بريق الأمس ، فأنا عماد الأمل لهذا لا يحق لكم أن تشتكوا أو تبكوا لأنكم تعلمون أن الحياة مدرسة وتجاربها شهادة لن تنالوها من أعلى الجامعات ، فهل عرفتم أين أكون وكيف يمكنكم الوصول إلي