اللهم صل على محمد وآل محمد
استرخاء البطن راقب طفلاً صغيراً... ستجده يتنفس بشكل عميق من البطن، وتحديداً من السرة... تنفسه هو التنفس الصحي الصحيح لأنه متناغم مع جسده ونفسه، ومع الكون من حوله، يقفز ويلعب بمرح وحبور.... أما نحن فقد انفصلنا وانقطعنا عن النور، وفقدنا شيئاً فشيئاً صلتنا بصلة الأرحام والجذور... كله بسبب تعلّقنا وتمسّكنا بالأفكار الجاهزة، الواهمة الزائفة... هذا عيب وهذا لا يجوز... وأصبحنا أسرى الخوف والكبت، وبات تنفسنا سطحياً... لكن كل تلك التقاليد ما هي إلا فقاقيع من الصابون، ستختفي بمجرد أن تتخلى عنها، لتخرج من هذا القفص وتعود عصفوراً برياً.. طفلاً صغيراً يرسم على الحيطان ورمل الشطآن......
1- كلما ذهبتَ للمرحاض، تناول منشفة جافة وافرك بها بطنك جيداً، بحركات دائرية ابتداءً من الجهة اليمنى دون أن تلمس السرة، وبهذا سيتم تدليك كل الأمعاء... يمكنك القيام بذلك مرتين لثلاث مرات يومياً..... 2- نهاراً تنفس بشكل عميق جداً، وكلما تنفستَ أبطأ وأعمق كان ذلك أفضل وأحسن..... والمهم أن تتنفس من البطن وليس من الصدر، لتحصل بذلك على تدليك خفيف للأمعاء بحيث تندفع سرتك للخارج مع الشهيق، وتتراجع للداخل مع الزفير، لكن الصدر بكامله يبقى على وضعه دون أي تغيير، أي دون أن يتأثر بحركة مرور الهواء... بهذا تتركز كل الطاقة حول السرة.. وهذه هي الطريقة الصحيحة للتنفس... لذلك كلما تذكرتَ خلال النهار، خذ شهيقاً عميقاً قدر استطاعتك وتنفس من بطنك. يتنفس كل الناس بشكل صحيح خلال النوم، لأن الفكر يكون غائباً غافلاً، فيصعد ويهبط البطن، ويصبح التنفس عميقاً عفوياً...
|
*************************************************************************** الرقص مع الأشجار
اذهب إلى الطبيعة... قف بين الأشجار... اتحد بقلبك مع الشجرة وتناغم معها، عانقها وتحدث معها... تأملها بصمت وحب ليتغلغل عبيرها في مساماتك، ولتذوب فيها وتنصهر معها في رقصة روحية كونية... لتغدو أنت الشجرة والشجرة أنت...
إذا لم تستطع الذهاب إلى الطبيعة، قف في وسط الغرفة، وتخيّل نفسك شجرة سنديان مثلاً... الأمطار تنهمر عليك بغزارة والرياح القوية تعصف بك وتعبث بأغصانك وأوراقك..... ابدأ بالرقص كما تتمايل الأشجار مع الرياح، لتشارك الوجود رقصته الكونية الأزلية، رقصة العاشق والمعشوق....
سيمنحك هذا فيضاً وفيراً من الطاقة.... وهكذا ستتعلم فن تدفق الطاقة ولغة النور... وسيكون هذا مفتاحك الذي ستستخدمه عندما تكون الأبواب مغلقة أمامك....
************************************************************************** الشد والاسترخاء
.
**قف في وسط الغرفة كل ليلة، وجسمك مشدود مشحون لأقصى درجة، مثل بركان يوشك على الانفجار...
حافظ على هذه الوضعية لمدة دقيقتين... ثم استرخي لدقيقتين...
أعد ذلك مرتين لثلاث مرات، الشد لدقيقتين، ثم الاسترخاء لدقيقتين، ثم اخلد للنوم مباشرة دون أن تقوم بأي شيء آخر.. وبهذا سيتغلغل الاسترخاء في داخلك تدريجياً طوال تلك الليلة*************************************************************************
السكينة الساكنة لقد تحول العقل إلى ديكتاتور ظالم، يحاول السيطرة على كل العوالم... لم يعد خادماً أميناً بل مخادعاً كبيراً، فكرٌ محشو بالأفكار والدمار وما هي إلا أوهام وأحلام وزحام، إنها حواجز تفصلنا عن الحقيقة، وتباعد بيننا وبينها.... لا حل إلا بالتأمل.... لأن الحقيقة تنجلي وتتجلّى بالتأمل والتفكر، لا بالتفكير والتركيز... إنها في نبض القلوب أبدية أزلية، لا تقبل الشك أو الظن.. فلننصت إلى أعماقنا.. ولنصغي إلى صمتنا وسكينتنا وإلى الساكن فينا... فالحقيقة فينا ولكننا انشغلنا وانشغلنا حتى انطفينا وتلاشينا...
هناك شيء مشترك بين النوم والتأمل: إنه الصمت... وسبب معاناة العديد من الناس من الأرق أنهم يحاولون التحكم في كل شيء حتى بالنوم، وتلك هي المشكلة... ليس عليك القيام بأي شيء لمواجهة الأرق..استرخِ فحسب.. وانتظر قدوم النوم.... وطريقة التأمل هذه بسيطة للغاية:
اجلس في السرير.. استرخِ.. أغمض عينيك.. وتخيل نفسك ضائعاً تائهاً بين الجبال... الليل حالك السواد، القمر غائب، والغيوم ملبدة في كبد السماء... لا تستطيع رؤية أي شيء، ولا حتى نجمة واحدة..... ظلام دامس، حتى يدك لا تستطيع رؤيتها.... من الصعب جداً العثور على الطريق.. الأخطار تحف بك من كل الجهات.. وفي أية لحظة يمكن أن تسقط في أحد الوديان لتهلك للأبد.... تلمّس طريقك بوعي واحتراس شديد.. وسط هذه الأخطار الهائلة.. الغاية من كل هذا خلق حالة من الخطر الشديد لتكون بأقصى حالات الوعي... حتى إذا سقطت إبرة صغيرة تكون قادراً على سماع صوت سقوطها.. فجأة ستجد نفسك قرب هاوية ضخمة.. لا يمكن لأحد أن يعرف مدى عمقها... خذ حجراً وارمه في هذه الهاوية، وانتظر سماع صوت ارتطامه بالقاع... استمر بالإصغاء والإصغاء بقلب خافق وكيان نابض.. لكن ليس هناك أي صوت!.... وكأنها هاوية لا أرض لها ولا قاع... نتيجة لهذا الإصغاء سيتولد لديك خوف رهيب، هذا الخوف هو الذي سيشعل لهيب الوعي لديك... ستغرق بالنوم شيئاً فشيئاً في قلب هذه السكينة الساكنة، ليتابع التأمل تغلغله فيك، ولتتواصل تلك الذبذبات طوال الليل...
يمكنك القيام بهذا التأمل كل ليلة قبل الذهاب للنوم، وعندما تفتح عينيك صباحاً ستشعر بأنك قد نمت بطريقة مختلفة كلياً... فهناك تغير نوعي ملاحظ، وليس مجرد نوم فحسب....... هناك شيء آخر أكثر عمقاً من النوم كان حاضراً، إنه صمتك أنت، وصوتك أنت، الحي الباقي إلى الأبد، والله هو الصامت الأكبر...
|
*******************************************************************************