هكذا الغَرْبُ يُحَضِّرْ
الشاعر علي عبد الله البسامي / الجزائر
يزعم الاستكبار الغربي انّه إنّما يتدخّل في الشّعوب من اجل إخراجها من التّوحش والتّخلف ونقلها إلى الحضارة والرّقي، وهذه القصيدة تبيّن بعض الأساليب الحضارية التي مارسها الغرب على الشّعوب من اجل ذلك، كالهنود الحمر الذين دُمِّروا وأُبيدوا، والسُّود الأفارقة الذين خطفوا واستعبدوا، وشعب الفيتنام الذي شوي بالنَّبالم، وأهل البوسنة الذين فُرض عليهم العار والدَّمار وتهريب الصِّغار، والعراق الذي يئن تحت وطأة الشّقاء والشّقاق، وتدني القيم والأخلاق، وتسلّط الخونة والفُسَّاق وليبيا التي تقطع فيها الاعناق وتنهب منها الارزاق...... وهكذا الغرب يحضر
أمَّة الدِّين الحنيفْ
منبعَ النَّسلِ الشَّريفْ
قبلةَ العقلِ الحَصيفْ
أنذر الله وأعْذَرْ
ليس بالغرب تَحَضُّرْ
***
أَمَعَ القرآن نُخدع؟
لنفاقِ الغربِ نخضَعْ
في هوانِ الذُّلِّ نقبَعْ
حَصْحَصَ الحقُّ.. لِنحذَرْ
ليس بالغرب تَحضُّرْ
***
اسألوا جنسَ الهنودْ
أو بني صُفْرٍ وسودْ
عن أذى عِيرِ اليهودْ
كيف يؤذي ويُدمِّرْ
هكذا الغرب يُحضِّرْ
***
واسألوا الفيتنام هيًّا
عن جيوشٍ همجيَّةْ
تُحرق الإنسانَ حَيَّا
تشتهي الإنسَ المُحَمَّرْ
هكذا الغربُ يُحَضِّرْ
***
واسألوا البُسْنِيَ أيضاً
عن عدوٍّ غالَ عِرضاً
قد سَبَا نَشئًا وأرضاَ
سَلخَ النَّاس وعَفَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
واسألوا من قد أقاموا
في جحيمِ غوانتنامو
كيف عانوْا كيف ناموا
قد غَدَوْا جرذانَ مَخْبَرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
واسألوا شعبَ العراقْ
عن شقاءٍ لا يُطاقْ
وانحلالٍ وشقاقْ
فوق أرضِ المجد يُبذَرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
واسألوا فيه الشَّبابْ
عن هوانٍ وعذابْ
وافتِرَاسٍ من كلابْ
ثمَّ أعضاءَ تُبَتَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
يَدَّعي نَشرَ الحضارةْ
بدمارٍ ودعارةْ
وشَواذٍ وسُكارى
وأكاذيبَ تُنَشَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
وانتهاكٍ للمصاحفْ
ورشاوى للصحائفْ
وابتزازٍ للمتاحفْ
ومزاراتٍ تُفجَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
وبنَبْشٍ للمقابرْ
واغتصابٍ للحرائرْ
واغتيالٍ ومجازرْ
وانقلاباتٍ تُسَطَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
وبتشريدِ الألوفْ
وبإرغامِ الأنوفْ
وانشقاقٍ في الصُّفوفْ
بخصوماتٍ تُدبَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
وبطَمْسٍ للأصالةْ
وانتكاسٍ للعدالةْ
وبتسويدِ الحُثالةْ
بانتخاباتٍ تُزوَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
وبطعنٍ في الرَّسولْ
وبجهلٍ في العقولْ
وسمومٍ في الحقولْ
وجراثيمَ تُصدَّرْ
هكذا الغربُ يُحضِّرْ
***
وبنشرٍ للفسادْ
وبنهبٍ للبلادْ
وامتهانٍ للعبادْ
إن تبعنا الغربَ نُدْحَرْ
ليس بالغربِ تَحَضُّرْ
***
نبَّه اللهُ وحذَّرْ
فاقرأ القرآنَ واذكُرْ
أنَّهم إن يثقفونا
يمعنوا في السُّوء أكثرْ
يمعنوا في البطشِ حتَّى
نتركِ الدِّين ونكفرْ
فادفعِ العدوانَ واصبِرْ
والزِمِ القرآنَ تُنصَرْ
ولْتَثِقْ مهما تَعالَوْا
واعتدَوْا فاللهُ أكبرْ
الله أكبرْ الله أكبرْ