مال الله للامّة يا ملوك العار
علي عبد الله البسّامي - الجزائر
كلَّ المؤشرات تنبئ بانهيار النظام الرأسمالي المتوحِّش ، ولولا أموال المسلمين وثرواتهم وأسواقهم لكان قد انهار منذ أمد بعيد ،لذلك فالذين يضخُّون أموال المسلمين إلى بنوك الغرب ، ويبيحون له ثرواتهم، يرتكبون جريمة فادحة ، وخيانة نكراء ، خاصة وانَّ هذا الغرب يرعى إسرائيل، ويسلِّحها ، وينفق عليها ويحارب إخواننا المسلمين ، ويسبِّب لهم المآسي في العراق وأفغانستان ، وفي كل مكان ، والغريب في الأمر أنَّ الذين اشتهروا بفعل ذلك من ملوك المسلمين وحكَّامهم يزعمون أنَّهم يعملون بالقرآن والسنَّة في سياستهم ، فأين هم من قوله عز وجل :" يا أيها الذين آمنوا لا تتَّخذوا عدوِّي وعدوَّكم أولياء تلقون إليهم بالمودَّة وقد كفروا بما جاءكم من الحقِّ ... " (1 الممتحنة )
وقوله تعالى : " إنَّما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدِّين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم ان تولَّوهم ومن يتولَّهم فأولئك هم الظالمون " ( 9 الممتحنة )
وقوله سبحانه :" يا أيها الذين آمنوا لا تتَّخذوا اليهود والنَّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولَّهم منكم فانَّه منهم إنَّ الله لا يهدي القوم الظالمين، فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائره فعسى الله ان يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في أنفسهم نادمين " ( 51-52 المائدة )
يا ملوك النذالة والعمالة المال الذي آتاكم الله هو مال الله ، وانتم مستخلفون فيه مستأمنون عليه ، ويجب عليكم إنفاقه في مصالح المسلمين ، لا في مصلحة اليهود والنصارى المحاربين .
والقصيدة صرخة عتابية من مسلم لملوك العار في هذا الموضوع
،
ألاَ إنّا نعاني من ملوك العار لم نفْهَمْ
فمن يُدني لنا الفهمَ ؟
لماذا حطّموا الأمةْ ؟؟؟
فحادتْ عن هدى الخالقْ
وصارت بالهوى والهُون مُغتمَّهْ
غوى الأسيادُ فانحطَّتْ
أهانت كلَّ مكرُمةٍ
أهانت دينها الأسمى
وحتَّى العِرضَ والأرواحَ والدَّمَّ
فضاع الكلُّ في فوضى
ضياعِ الحاكمِ الأعمى
وضاع المالُ والأجيالُ والآمالُ من عرشٍ
خؤونٍ يحكم البُهْمَ
ريوعُ الغاز والبترولِ بدَّدها
على الصُّلبان ذو وطَرٍ
غويٌ خائرُ الهمَّهْ
ريوعُ الغاز والبترولِ عاريةٌ
ريوعُ اللهِ للأمَّهْ
فيا من تنقذُ الأفعى
لكي نلقى بها الأضرار والسُّمَّ
ألا دعْ عنك ذاك الزَّيغَ والوهمَ
فإن المالَ مالُ اللهْ
فلا تُعرضْ عن الآياتِ كالسَّكرانِ ... كالأعمى
ريوعُ الله للمسكين في غزاء والبصرهْ
وفي كابولَ والصومال والبُوسْنهْ
فلا تنجد بها الأعداءَ من حرصٍ على الكرسي ... على الرِّمَّهْ
فعرشُ الجبن لا يبقى
ولا تجني سوى الإذلالَ والغمَّ
أعِدْ للأمَّة الثَّكلى
ريوعا تجبُر اليُتمَ
ولا تسرق بني الإسلام مُنبَتاً
إلى الصُّلبان والأكبادُ من طغيانهم تَدْمَى
ولا تخدع بني الإسلام من جبنٍ
فيبقى العارُ في أعقابكم وصْماَ
ولا ترفع بخزيٍ عرشَك الهاري
على آلام مسلمةٍ
ببغدادَ ... وفي الأقصى... وفي السودان عانيةٍ
فأين الدينُ والحكمهْ ؟
ولا تجرح شعورَ المسلمين بما
تؤدِّي اليوم للأعداء من خدمهْ
أتحي الوحش كي ينهشْ ؟
لَكَمْ آذى، فلاكَ اللَّحم والعظْمَ
أتحمي الغادر الغازي
وقد عادى ودكَّ الودَّ والسِّلمَ ؟
ألا أبشرْ أيا من تعبد الأعداء بالخسران في الدُّنيا وفي الأخرى
فعرشُ الذلِّ لا يُحْمى
دُمَى صرتمْ لدى الأعداءِ، لا عشتمْ ولا دُمتمْ
على عرشٍ يخونُ الدِّين والامَّهْ
ألا ابشرْ ...
ولا يغنيكَ من خانوا لأجلِ البطن أمَّتهمْ
أهانوا الدِّينَ والعلمَ
ألا ابشرْ ...
ولا يغنيك تلفيقٌ
فإنَّ الدَّهر قد يُبدي لك الآيات والحسْمَ
سيذوي الكفرُ والإسفافُ في العالمْ
وتعلو أمَّة الرَّحمن للقمَّهْ
ألا تبْ قبل أن تلقى
عقابَ المَسْخِ في الدنيا
أيا من تكفرُ النِّعمهْ
أيا من تخدعُ الأمَّهْ