رثاء لشهيد المحراب العلامة البوطي رحمه الله
عبد الله ضراب الجزائري
أشفقْ على كبِدي المَطْحونِ يا قلَمِي ...خفِّفْ بِحَشرَجةِ الأشعارِ من ألَمِي
رَوِّحْ بِنزْفِكَ عن قلبٍ تَعاوَرَهُ ... حقدُ اليهودِ وغدرِ الأهلِ والرَّحِمِ
آهٍ فقد عبثتْ أيدي البُغاةِ بنا ... والأرضُ تشكو من الأغلال واللُّجُمِ
آهٍ فقد دفنَ الأعرابُ أمَّتنا ... في القهرِ والزُّورِ والأنكادِ والجَرَمِ
آهٍ وتلتهبُ الآهاتُ من حَمَدٍ ... ذاكَ العدوُّ لدينِ الله والقيَمِ
ذاك العميلُ لأعداءِ الهدى عَلَناً ... كالذَّيلِ يتبعهمْ ، كالنَّعلِ للقدَمِ
والذَّيلُ يتبعهُ ذيلٌ يُرَى عَلَماً ... قادَ الشَّبابَ إلى الأرزاء والظُّلَمِ
ذيلٌ ويُدعَى لدى الأغرارِ عالِمَنا ... لكي يُلوِّث دين الله بالتُّهَمِ
لكي يُسخِّرَ نورَ الحقِّ في طمعٍ ... لأمَّة تئِدُ الأخلاقَ في الأمَمِ
ذيلٌ يطاردُ بالفتوى أفاضلَنا ... لتخلوَ الأرضُ للأوباشِ والصَّنَمِ
***
أردى بخِسَّتهِ شيخَ الهُدى فبكتْ ... كلُّ الخلائقِ من عُربٍ ومن عَجَمِ
أردى بخِسَّته نجماً سَمَا وعَلا ... فوق الشُّموس وفوق الكونِ والسُّدُمِ
نجمُ السَّلام على أرضٍ مُضرَّجةٍ ... فيضُ المحبَّةِ والإخلاصِ والكرَمِ
دعا إلى الله والإيمان منذُ وَعَى ... نورَ الحقيقة ِ بالآيات والنُّجُمِ
بُشرى لشيخٍ يد الدَّجَّالِ تقتلُهُ ... في مجلسِ العلمِ والإرشادِ والقلمِ
سَمَا إلى الله مصحوبا بمجلِسِهِ ... ليُكملوا جلسة الإيمان في القِممِ
أكرِمْ بِهِ عَلَماً دلَّ الوجودَ على ... أنوارِ أحمدَ شمس الحقِّ والقِيَمِ
شهمٌ قنوعٌ فما أغرته فانية ٌ ... وما تهاوى كذاكَ الطَّامعِ النَّهِمِ
***
يا عالمَ الشَّامِ إنَّا شاهدونَ هُنَا ... يا طاهرَ القلبِ والأخلاق والشِيَمِ
وقفتَ سدًّا منيعًا ضدَّ شانئِنا ... وضدَّ من شوَّهوا الإسلام بالنِّقَمِ
وقفتَ بالخُلُقِ الرَّاقِي تُناوؤُهمْ ... كما وقفتَ بنورِ الفكرِ والكَلِمِ
لقد دعوتَ كما يدعو النَّبيُّ إلى ... نورِ العقيدةِ بالأخلاقِ والحِكَمِ
الله نجَّاكَ من عصْرِ النِّفاقِ فعِشْ ... في جنَّةِ الخلدِ في عِزٍّ وفي نِعَمِ
ودَعْ شيوخاً يبيعونَ الهدى طمَعاً ... ويتبعونَ يهودَ الغدرِ كالغَنَمِ
سيُدفنونَ ولو عاشوا القرونَ هنا ... تحتَ المَخازي وثِقلِ الإثمِ والرَّدَمِ