شهيد نابلس
عمر بلقاضي / الجزائر
***
قد جادَ بالرُّوحِ في ساحِ الفِدى فلَهُ
ما يُكرم ُالرُّوحَ من أجرٍ ومن شَرَفِ
فالمؤمنُ الحقُّ لا يرضى الهوانَ ولا
يخشى من الموتِ في الميدانِ حين يَفِي
لا يردعُ الخصمَ إلا الرُّعبُ يمنعُهُ
عمَّا يتيهُ به من نزوةِ الصَّلَفِ
نِعْمَ الشّباب الذي يأبى الخنوع لمنْ
قد سَرْبَلَ الأرضَ بالأحزان والرُّجَفِ
شجاعةُ الأُسْدِ حلَّتْ في جوانِحهِ
لمَّا ارتمى نحو ساحِ العزِّ في شَغَفِ
فيا شباب الهدى والذِّكر كن بطلا
لا يُخزِيَنَّكَ عِرقُ الجورِ والقَرَفِ
خَطِّط ْونفِّذْ بإقبالٍ وتضحيةٍ
لا تتركِ النَّصرَ للأوهامِ والصُّدَفِ
كن في المكارم مِقداما بلا وجلٍ
ترجو الشّهادة مثل الأسْدِ في السّلَفِ
إنَّ الأبِيَّ يبيعُ الرُّوح مُنتصراً
للحقِّ والعزِّ والإيمانِ والنَّصَفِ
واللهُ يُكرمُه يوم المعادِ بما
يُرضِي ويُبهجُ في الجنَّاتِ والغُرَفِ
إنِّي أرى وهَنًا قد طالَ أمَّتنا
أفشى الهوانَ وجبن القلبِ في الخَلَفِ
لولا الشَّبابُ الأُلى ضَحَّوْا وما جَبُنُوا
لقلتُ بُعدًا لجيلِ الجنسِ والعَلَفِ