يا ضائعات الخليج
علي عبد الله البسامي / الجزائر
كنَّا نرى إن المرأة في الخليج رمز الالتزام بالحشمة والحياء وتعاليم الدين ،
لأنها الأقرب من منبع الوحي ومرتع العروبة ، لكن المشروع الأمريكي
الصّهيوني في المنطقة أقام لها قنوات إعلامية تخدمه متستّرة بالعروبة ، وأي
عروبة والعاملات في تلك القنوات متأمركات متصهينات إلى النّخاع ، لا تعكسن
صورة بنت العروبة والإسلام في جزيرتنا العربية ، والأدهى من ذلك صور
الفتيات العاريات الرّاقصات مع المغنين والمغنيات
فأين هي عقولكنّ وقلوبكنّ يا بنات الخليج؟
أين ايمانكنّ واخلاقكنّ ؟ أم ران عليها سواد وفساد الأمركة ؟
هل انتن مسلمات حقا ، عربيات صدقا ؟
***
بنتُ الخليج أيا شؤم الدُّنا ضاعتْ
بريقُ الغربِ أغْواهَا
تَناءَتْ عن مَضَارِبِهاَ
تخلَّتْ عن مَزايَاها
طَوَتْ أوتادَ خَيمَتِها
نَضَتْ أسْتارَ عِفَّتِها
فذِئبُ الأمَّةِ الرَّعناءِ بالأهواءِ أغْرَاها
فراحتْ تَقتَفي السِّرْحَانَ
وغَابُ الغربِ مَرْمَاهاَ
رَحِيقُ الزَّيْفِ في الأرْجَاءِ خَدَّرَهاَ
وسُكْرُ الشُّرْهِ في الأخلاقِ أنسَاهَا
وها بالخَتْلِ قد نَسِيَتْ
بأنَّ العِرْضَ كَنْزٌ فِي حَنَاياَهاَ
فباعتْ عِرْضَهَا بالبَطْن
أوْ بالظَّنِّ أنَّ الذِّئبَ يَهْواهَا
بدا زَيْغُ الأنا زَيْفٌ
بأَصْبَاغٍ وَرَسْمٍ فِي مُحَيَّاهاَ
بدا عُرْياً وإسْفاَفاً
وَطَيْشاً فِي الهَوَى والفِسْقِ أرْدَاهاَ
بَدا دَنَساً جَلِياًّ في ثَنايَاهاَ
بدا بُؤْساً
بدا تَيْهاً بِحِمْلِ الإثمِ أشْقاهَا
فتلكَ الغادَةُ الحمقاءُ تركَبُهُ
لأنَّ الرُّشْدَ قد وَلَّى بِعَقلٍ قد ذَوَى حُمْقاً
وَطُهْرُ القلبِ جَافَاهَا
ومن تنأَى عن الإسلامِ حِصْنِ الرُّوحِ تَخْطِفُهاَ..
نُيُوبُ الخِزْيِ في الدُّنياَ
ونارُ الخُلْدِ يومَ الدِّينِ مَثْوَاهاَ
فإنَّ البَعْثَ يا بنتَ الهُدَى حَقُّ
ولا ينجُو سِوَى من طَهَّرَ الألبابَ
بالتَّقوى وَزَكَّاها
فيا صَرْعَى الهَوَى وَالشُّرْهِ فِي الدُّنياَ
سلامُ الرُّوحِ في الأُخْرَى
إذا الرَّحمنُ من خِزْيِ الشَّقا والذُّلِّ عَافاَهاَ