حروف الضاد
عمر بلقاضي / الجزائر
***
حُرُوفَ الهُدى والنُّورِ في الشَّأْوِ حَلِّقِي
وإنْ طالَكِ الأغرابُ بالغَمْطِ فارْتَقِي
حروفٌ كتابُ اللهِ خَطَّ سُمُوَّهاَ
فصارتْ سِراجَ الحقِّ في كلِّ مَنطِقِ
أرَتْنَا سَبيلَ اللهِ في الدَّهرِ غايةً
فأعْلَتْ لواءَ العِزِّ في كُلِّ مَرْفَقِ
علومٌ وإيمانٌ ونَهْجُ فَضيلةٍ
صُروحٌ بَناهَا الضَّادُ عِزًّا لِمَشْرِقِي
لقد كانتْ الرَّاياتُ رايةَ أمَّةٍ
بأنوارِ حرْفِ الضَّادِ تَعْلُو وتَتَّقِي
ولكنَّ شُؤْمَ الزَّيْغِ دكَّ بِناءَهَا
فصارتْ وَقُودَ الغِلِّ في كلِّ مَحْرَقِ
تَهاوتْ بِسُمِّ الغَرْبِ حتَّى تَقَهْقرَتْ
غَدَتْ مَظهَرَ التَّهْويمِ في كلِّ مَوْبِقِ
إذا ضاع َعزُّ الضَّادِ ضاعَ طَريقُنا
فمنْ يتركْ الرُّبانَ في البَحرِ يَغرَقِ
تمَهَّلْ فإنَّ الضَّادَ حرفُ كِتابنَا
بِهِ تُدرِكُ الأجيالُ دَربَ التَّألُّقِ
ومن يتبعِ الأعداءَ لا شكَّ راسِبٌ
ومن يبتغِ الإيمانَ والضَّادَ يَسبِقِ
سئِمنا من التَّسْوِيفِ والضَّادُ واهِنٌ
فلا يرفعُ الرَّاياتِ طبعُ تَملُّقِ
ألا إنَّ حرفَ الضَّادِ حرْفُ كرامةٍ
فمن يطعنِ الأغلالِ بالضَّادِ يُعْتَقِ
نُعاني من العَجْماءِ تَصنَعُ بُؤسَنا
ألا يا حروفَ العزِّ عُودِي وأَشْرِقِي
***
بقلم عمر بلقاضي / الجزائر