لهفي على الشام
عمر بلقاضي / الجزائر
***
لَهَفِي علَى شَامِ العُروبةِ والهُدَى
عَصَفَتْ بِهِ الآلامُ والأرْزاءُ
نَزَلَ البلاءُ بأرضِهِ فتكدَّستْ
جُثثُ الضَّحايا منهُ والأشلاءُ
حَلَّ الرَّدى بِصَبيحةٍ مَشؤومَةٍ
فتناقلتْ آثارَهُ الأنباءُ
هَدْمٌ ومَوتٌ في المَدائنِ والقُرَى
مُنِيَتْ به الأرواحُ والأشياءُ
كَمْ مِن رَدِيمٍ في الرُّكامِ مُكبَّلٍ
أشْقاهُ ثِقْلُ الرَّدْمِ والإعياءُ
نَادى العروبةَ مُستغيثاً راجِياً
وتَسابقتْ بندائهِ الأصداءُ
لكنَّ وَعْيَ بني العروبةِ غائبٌ
عَبَثتْ به النَّكباتُ والأهواءُ
ما عادَ يشعُرُ بالقريبِ إذا شَكَا
قتلَ الشَّهامةَ في النُّفوسِ جَفاءُ
الشَّعبُ فرَّقهُ خِلافٌ فاتكٌ
قَيْدٌ يُسَيِّرُهُ به الأعداءُ
والحُكمُ في حُفَرِ الخيانةِ قابعٌ
أودى به الإذلالُ والإخْزاءُ
أين المكارمُ والهُدى يا أمَّة ً
كَثُرَتْ بها الثَّرواتُ والآلاءُ؟
من للأيامَى واليتامَى في الحِمَى
مُلِئتْ بهم في أرضنا الأرجاءُ؟
من للشَّريدِ وقد تَفاقمَ بُؤسُهُ
فتَكتْ به الأمراضُ والأجواءُ؟
إنَّ العروبةَ نجْدَة ٌقبل الهُدَى
أين الرِّجالُ الشُّمُّ والكُبراءُ؟
أين الملوكُ وأين أبناءُ الغِنَى؟
لا يَنبغِي الإعراضُ والإغْضاءُ
فلْترحَموا شعباً تردَّى في الأسى
كَرَمُ الجوانحِ رِفعة ٌوثناءُ
ولْتكسِبوا عزَّ الحياةِ بِنَجدَةٍ
قِيَمُ الرِّياءِ مظاهرٌ جَوْفاءُ