أنوار الهجرة النّبوية
عمر بلقاضي / الجزائر
***
شَمسُ الهِدايةِ إِكْرامٌ لذي ظُلَمِ
قد كانَ يَمخُرُ في غيٍّ وفي ألَمِ
مَن كانَ يُدركُ ما تَعنِي الحياةُ؟ ومنْ
يدري حقيقةَ ما في الدِّينِ من نِعمِ؟
كانَ الأنامُ كَمثلِ البُهْمِ غايتُهمْ
هَوَى النُّفوسِ بلا وَعْيٍ ولا قِيَمِ
حتّى أتاهُمْ رسولُ اللهِ مُبتعِثاً
نورَ العقولِ ونورَ الدِّينِ والحِكَمِ
اللهُ أرسلهُ بُشْرَى لِمن عَلَقُوا
في هُوَّةِ الجهلِ والإفلاسِ والعَدَمِ
الله أرسلهُ يَبني الحضارةَ في
شعبٍ تضاءلَ بين النَّاسِ والأمَمِ
الله أرسلهُ يَهدي الشُّعوبَ إلى
دربِ الحقيقةِ والأخلاقِ في العُتَمِ
نادَى إلى اللهِ فاستعصَى النِّداءُ عَلَى
قومٍ أطاعوا عَمَى الشَّيطانِ في الصَّنَمِ
آذَوْهُ حتَّى رأى في البُعدِ مَأمَنهُ
فاسْتقبلته ُقلوبُ الحُبِّ والكَرَمِ
اختارَ للدَّربِ صِدِّيقاً يُؤازِرُهُ
فكانَ أصدقَ من يُختارُ للشِّيَمِ
سَلِ البَسيطَةَ عن أصداءِ هِجْرَتِهِ
سَلِ المكارمَ في الأرواحِ والنُّظُمِ
كانَ التَّحَوُّلُ نحو النُّورِ غايتَهُ
فاسْتنهضَ النَّاسَ للآياتِ والقَلَمِ
يَومَ الوصولِ إلى أرضِ الأمانِ بَنَى
بَيتًا يُكَوِّنُ أهلَ الحقِّ والهِمَمِ
نادَى على القومِ والثَّاراتُ تَنهشُهمْ
دَعُوا المثالبَ مِن غِلٍّ ومِن نِقَمِ
أقامَ للنَّاسِ دُستورًا يُوحِّدُهمْ
فالفضلُ بالخيرِ ليس الفضلُ بالرِّمَمِ
وأسَّس الدَّولة الكبرى مُواليةً
للهِ تَحمي سلامَ الدِّينِ والحُرَمِ
لكنَّ أمَّتنا بعد الصُّدودِ هَوَتْ
قد هَدَّها الخُلْفُ والإعراضُ من غَشَمِ
أرضُ النُّبوَّةِ تشكو الذُّلَّ أَوْهَنَها
غِلٌّ تعاظمَ في الألبابِ كالوَرَمِ
فالقدسُ عانيةٌ أوْدَى ا ل يَ ه ُو دُ بها
والبَغيُ يَمرحُ يا وَيلاهُ في الحَرَمِ
متَّى نقومُ إلى أنوارِ هِجْرَتِه ؟؟؟
متى نُجَسِّدُها في عالَمِ الظُّلَم ِ؟؟؟
عمر بلقاضي / الجزائر