همساتٌ إلى كاتبٍ ملحد
إلى كاتبٍ ملحدٍ مقدام ، لا استبعد أن يشرح الله صدره للإسلام
أبا جَدْرَهْ
أيا رمزًا لأهلِ الفكرِ في وطني
هَوَى الإلحادُ لا تيأسْ
وقُمْ للعُرْوَةِ الوُثقَى
ففي دربِ الهُدى أملُ
ولا تركنْ إلى وهْمٍ
خَزاهُ العلمُ والجدلُ
ففَكِّرْ يا كثيرَ الفكرِ في العُقبى
ألا وظِّفْ بصدقٍ عقلك الرَّاقي
لفهمِ الآيِ والسُّنَنِ
فمن ساروا على دربِ الرُّؤى والفكرِ قد وصلوا
ألا جدِّدْ بناءَ الفكرِ في بلَدٍ
غدا للجهلِ مرهوناً
فقد أوهاهُ هزُّ البطنِ والغزلُ
لقد هامت عقولُ النَّاس في وهْمٍ
وتاهت في حظوظِ النَّفس يسكنُها
عماءُ الرَّأي والزَّللُ
عمى الإلحادِ جمَّدها
فلا أملٌ ولا علمٌ ولا عملُ
أبا جَدْرَهْ
فَسُلِّ الفِكْرَ من غِمدِهْ
فأنت الفارسُ الموعودُ والبطلُ
وحطِّمْ قيدَ إلحادٍ
سَرَى وامْتدَّ فانحطَتْ به الأخلاقُ والمُثُلُ
وأشرِقْ بالهدى والحقِّ في جَيْلٍ
غزاهُ العَيُّ والإسفافُ والدَّغَلُ
أبا جَدْرَه ْ
سبيلُ الحقِّ معلومٌ
فلا تَجْفلْ بكَ الأهواءُ السُّبُلُ
وكن في الدَّهر متَّعظاً
بمن ضاعوا ومن رَحَلوا
غدا تَرْحَل
ولا يغنيكَ في دفعِ الرَّدى مالٌ ولا جاهٌ ولا حِيَلُ
ففكَّر يا زعيمَ الفكرِ في العُقبى
ولا يمنعْكَ عن دربِ الهدى حَرَجٌ ولا خَجَلُ
ألا فكِّرْ ... ألا فكِّرْ
فإنَّ الله خالقُنا
ويومُ البَعْثِ حقٌّ بالنُّهى يُدْرَكْ
ورَكْبُ العيشِ يا من أنكرَ الإيمانَ مُرتَحِلُ
أبا جَدْرَهْ
مناراتُ العلومِ الشُّم تدعوكمْ
دعوا الإلحادَ وانتقلُوا
وعيشوا جنَّة الإيمانِ بالألبابِ في الدُنيا
فذوقُ الحبِّ للرَّحمن في قلبِ الفتى عَسَلُ
ألا عودوا
لقد تاهت بكم آراءُ من جهِلوا
فدَرْوِينُ الذي يُعزى إليهِ الظّنُّ بالإلحادِ مطموسُ الرُّؤى والعلمُ كذَّبَهُ
وما أغْوى سوى من عاقرُوا التَّقليد أو غفلُوا
فإنَّ الكفرَ والإلحادَ للأغرارِ والحَمْقَى
ودينُ الله عنوانٌ لِمَنْ عَلِمُوا ... لِمَنْ عَقَلُوا